آخر الأخبارالأرشيفالصديقة فاطمة الزهراء (ع)قضايا المرأة

موسم المرأة المُسلِمة: الزَّهراء (عليها السَّلام) مَنهجٌ وقُدوة

تاريخ: 27 ربيع الآخر 1443 هـ | الموافق: 3 ديسمبر 2021 م | مأتم السنابس - البحرين

موسم المرأة المُسلِمة
الزَّهراء (عليها السَّلام) مَنهجٌ وقُدوة

أعوذ باللَّه السَّميع العليم من الشَّيطان الغوي الرَّجيم
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله ربِّ العالمين وأفضل الصَّلوات على سيِّد الأنبياء والمرسلين، سيِّدنا ونبيِّنا وحبيبنا وقائدنا محمَّد، وعلى آله الطَّيِّبين الطَّاهرين.
السَّلام عليكم أيُّها الأحِبَّة جميعًا ورحمة الله وبركاته.

أتناول في هذا اللِّقاء الطَّيِّب مجموعة عناوين:
العنوان الأوَّل: ضرورة أن يُخصَّصَ موسمٌ للمرأة المُسلِمة.
العنوان الثَّاني: الصِّديقة الزَّهراء (عليها السَّلام) منهجٌ وقدوة.
العنوان الثَّالث: موسم المرأة المُسلِمة الدَّلالات والأهداف.
العنوان الرَّابع: كيف نؤسِّسُ لنجاح هذا الموسم.

العنوانُ الأوَّل: ضرورة أن يُخصَّص موسمٌ للمرأة المُسلِمة
أنْ يُخصَّص موسم للمرأة المُسلِمة أمرٌ في غاية الأهمِّيَّة والضَّرورة، لماذا؟
أوَّلًا: كون المرأة المُسلِمة في هذا العصرِ تواجه تحدِّياتٍ صعبةً جدًّا تستهدف هُويَّتها الإيمانيَّة.
• تحدِّيات عقيديَّة.
• تحدِّيات ثقافيَّة.
• تحدِّيات أخلاقيَّة.
• تحدِّيات سلوكيَّة.
• تحدِّيات اجتماعيَّة.
والكثير من التَّحدِّيات التي تحاول أن تعبثَ بهُويَّة المرأة المُسلِمة، وتنحرف بكلِّ واقعها، وكلِّ مساحاتها وخياراتها.
هناك موج من التَّحدِّي للمُثل التي صنعها الإسلام حول المرأة.
فالعفافُ محارب، والسِّتر محارب، والحجاب محارب.
تصوَّروا أن يكون في بلدٍ مسلمٍ، ويحمل عنوان الإسلام، أن تُمنعُ امرأةٌ من أن تُحاضِرَ في موقعٍ من المواقع، والسَّببُ أنَّها مُحجَّبة!!
أيُتصوَّرُ هذا في بلدٍ مسلم؟
لا لسببٍ آخر! لأنَّها متحجِّبة ممنوع أن تُلقي محاضرة.
إذًا المرأة تواجه هذا الموج من التَّحدِّيات على كلِّ المستويات.

ثانيًا: المشروع العابثُ بهُويَّة المرأة المُسلِمة في هذا العصر يملِكُ كلَّ الأدوات الإعلاميَّة، والثَّقافيَّة، والتَّعليميَّة؛ من أجل أن ينحرِفَ بمساراتِ المرأة والابتعاد بها عن قِيَم الدِّين، وثقافة العقيدة، وخيارات الالتزام الرُّوحي والأخلاقي، وقد عُبِّئَت لهذا المشروع المناهِض للدِّين، وقِيَم الدِّين كلَّ إمكاناتِ العصر الماديَّة والتَّقنيَّة، وكلَّ الأدواتِ والقُدرات؛ مِمَّا جعل هذا المشروع يقتحم كلَّ الواقع الفردي والأسري والاجتماعي؛ وفق مخطَّطات مُمنهجةٍ ومدروسةٍ ومدعومةٍ بكلِّ الاستعدادات والقدرات والكفاءات.

ثالثًا: في المقابل لا زالت (فعَّاليَّات التَّرشيد الإيماني والأخلاقي والسُّلوكي لحركة المرأة المُسلِمة في هذا العصر) ليست بمستوى تحديات المرحلة، وليست بمستوى ضرورات هذا العصر، هذه التَّحديات والضَّرورات التي تفرض أن نطوِّر من أدواتنا التَّبليغيَّة، وأن نطوِّر من لغة الخطاب، وأن نطوِّر من مضامين الخطاب.
وحينما نتحدَّث عن التَّطوير لا يعني الخروج عن الثَّوابت العقيديَّة والفِكريَّة والفِقهيَّة.
هذه الثَّوابت قادرة أن تتحرَّك في كلِّ عصر، وفي كلِّ زمان، وفي كلِّ مكان.
ولذلك فنحن نرفض بشدَّة دعواتٍ تَفهمُ التَّجديدَ تحرُّرًا من الثَّوابت والضَّوابط؛ وِفق مزاجات الأزمنة والعصور.
فالمشرِّعُ وهو (الله سبحانه) حينما فرض (ثوابت الدِّين) عالمٌ بكلِّ المتغيَّرات والتَّطورات في حركة الحياة والإنسان.
من هذه الثَّوابت التي تشكِّلُ حاجات وضرورات لا تتغيَّر ولا تتبدَّل في كلِّ زمانٍ وفي كلِّ مكان:
1- العقيدة الإيمانيَّة: وهي ضرورة دائمة ومستمرَّة.
2- ثقافة العقيدة: وهي حاجة دائمة مهما تغيَّر الزَّمان.
3- القِيَم الرُّوحيَّة والقِيَم الأخلاقيَّة: وهي التي تحصِّنُ مسيرة الإنسان في مواجهة قِيَم الفساد والتَّحلُّل والانحراف، وهي أيضًا من الضَّرورات في كلِّ زمانٍ وفي كلِّ مكان.
4- العبادة لله سبحانه: وهي التي تشكِّل حاجةً وتحمي مسيرة البشر من الانزلاق في عبادة الشَّيطان.
5- فقه الشَّريعة: ولا يمكن أن يُستبدل بقوانين قاصرة من إنتاج البشر.
6- النُّهوض بكلِّ الواقع الاجتماعي والثَّقافي والسِّياسي والتَّربوي: اعتمادًا على مرتكزات الإيمان وليس وفق مزاجات وأهواء البشر.
وانطلاقًا من هذه الضَّرورات الثَّابتة فإنَّنا نرفض كلَّ المشاريع التي تهدف إلى إلغاء شرع الله، فيما هي الأحكام الثَّابتة في دين الله.
وهذا لا يعني أنْ لا يستجيب الدِّين للمتغيّرات، فالعقل الاجتهادي قادر أنْ يتعاطى مع كلِّ المتغيّرات والمستجدَّات، ومع كلِّ الضَّرورات.

إلغاء القضاء الشَّرعي
ترتفع في هذا العصر صيحات تدعو إلى إلغاء القضاء الشَّرعي واستبداله بالقضاء المدني، وهذه الصَّيحات في غاية الخطورة، فقضايا الزَّواج والطَّلاق وقضايا الميراث ومساحات كبيرة من أحكام الأسرة تصبح خارجة عن توجيهات الشَّريعة، رغم ما تنصُّ عليه دساتير الدُّول الإسلاميَّة، من اعتماد الشَّريعة المقدَّسة مصدرًا أساسًا للتَّشريع، ورغم ما تنصُّ عليه هذه الدَّساتير من كون الإسلام دينًا رسميًّا.
ومع كلِّ الاحترام للكفاءات المدنيَّة إلَّا أنَّه لا يجوز إطلاقًا أن تكون بديلًا عن شرع الله، مهما كانت المبررات والمسوغات.
ولا نشكُّ في ضرورة أن يملأ مواقعَ القضاء الشَّرعي (الكفاءاتُ المؤهَّلة)، وبقدر ما يرتقي مستوى هذه الكفاءات تتحصَّن هذه المواقع، وتتشكَّل الثِّقة وتتهاوى كلُّ الإثارات.

العنوانُ الثَّاني: الزَّهراء الصِّديقة الزَّهراءُ (عليها السَّلام) منهجٌ وقدوةٌ
العلاقة مع الصِّديقة الزَّهراء (عليها السَّلام) يجب أن تحكمها مجموعة مُكوِّناتٍ:
المُكوِّنُ الأوَّل: المكوِّنُ الوجداني
حينما نلتقي مع الزَّهراء (عليها السَّلام) في ذكرى الولادة.
أو حينما نلتقي مع الصِّديقة الزَّهراء في ذكرى (الشَّهادة).
مطلوبٌ أن نعيش درجةً عاليةً من التَّفاعل الوجداني.
في ذكرى الولادة مطلوبٌ أن يرتفع (منسوب الفرح).
وفي ذكرى الشَّهادة مطلوبٌ أن يرتفع (منسوب الحزن).
وحينما نتحدَّث عن (منسوب الفرح) و(منسوب الحزن) لا نتحدَّث عن مجرَّد (عواطفَ ومشاعرَ)، وإنَّما نتحدَّثُ عن درجةٍ عاليةٍ من (الانصهار والذَّوبان)، ودرجةٍ عاليةٍ من (العشق الإيماني).
وبقدر ما ترتقي هذه الدَّرجة من (الانصهار والذَّوبان) يرتقي مستوى (التَّفاعل مع شخصيَّة الزَّهراء (عليها السَّلام)) في كلِّ ما تحمله هذه الشَّخصيَّة من قِيمٍ ومُثلٍ عُليا.
ولذلك فمرفوضة تلك الدَّعوات، التي تحاول أن تصادر (التَّعاطي الوجداني)، فلا بسمة في الولادة، ولا دمعة في الشَّهادة، ويكفي الوعيُ والثَّقافة، – بعد قليل أذكر مسألة الوعي والثَّقافة -.
إلَّا أنَّ التَّعاطي الوجداني والعاطفي هو الذي يجذِّر الوعيَ، ويعمِّق الثَّقافة، وغياب هذا التَّعاطي الوجداني يُبلِّدُ المفاهيمَ، ويجمِّدُ الأفكارَ.
فيجب أن تبقى الدَّمعة في ذكرى شهادة الصِّديقة الزَّهراء (عليها السَّلام).
ويجب أن تبقى البسمة في ذكرى الصِّديقة الزَّهراء (عليها السَّلام).

المُكوِّنُ الثَّاني: المُكوِّنُ الثَّقافي
أن نعيش ذكرى الزَّهراء (عليها السَّلام) وعيًا، فكرًا، ثقافة.
وهنا تتزاوج الفكرة مع العاطفة.
فكما أنَّ غيابَ العاطفة يُبلِّدُ الوعيَ.
فإنَّ غيابَ الوعي يُسذِّجُ العاطفة.
فيجب أن نعطي الوعيَ جرعاتٍ كافيةً من العاطفة، ويجب أنْ نعطيَ العاطفةَ جرعاتٍ كافيةً من الوعي.

المُكوِّنُ الثَّالث: أن نعيش الصِّديقة الزَّهراء (عليها السَّلام) التزامًا وسُلوكًا ومُمارسة
وهذا المُكوِّنُ هو الذي يُعطي لذكرى الصِّديقة الزَّهراء (عليها السَّلام) حضورها الفاعل في كلِّ واقعنا، وفي كلِّ مساراتنا.
هنا القيمة الكبرى لشعار هذا الموسم، (الزَّهراء (عليها السَّلام) منهجٌ وقدوة).
ربّما تطرح إشكاليَّة تقول: أنّ الزَّهراء (عليها السَّلام) كانت (نموذجًا) في عصرها، ولا يصحُّ أن تكون نموذجًا لكلِّ العصور.
لنا حول هذه الإشكاليَّة مجموعة ملاحظات:
الملاحظة الأولى:
النَّماذج الكبيرة الذين صنعوا تاريخ البشريَّة هم أكبر من مساحات الزَّمان والمكان.
صحيح أنَّهم وُلِدوا في التَّاريخ إلَّا أنَّهم دخلوا التَّاريخ ليبقوا عنوانًا كبيرًا في حركة التَّاريخ.
وصحيح أنَّهم وُلِدوا في المكان إلَّا أنَّهم تجاوزوا كلَّ المساحات المكانيَّة.
فمِنَ الجناية الكبرى أن نؤطِّرَ هؤلاء العظماء في مساحات الزَّمان والمكان.
فالزَّهراء (عليها السَّلام) حضورٌ متجدِّد، وليست نموذجًا في التَّاريخ فقط، هي حضورٌ مستمر، وعطاءٌ دائمٌ في كلِّ الأزمنة.

الملاحظة الثَّانية: من الجناية على مسيرة الأجيال أن تُقطَعَ علاقتُها بالقِممِ الكبرى في التَّاريخ.
الصِّديقة الزَّهراء (عليها السَّلام) هي إحدى هذه القِمم.
فهي ربيبة الوحي.
وابنة محمَّدٍ سيِّد الأنبياء (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
وزوجة عليٍّ سيِّد الأوصياء (عليهما السَّلام).
وأمُّ الأئمَّة السَّادة الأمناء (عليهم السَّلام).
وسيِّدة النِّساء.
فكم هي دعواتٌ متجنِّيةٌ تلك التي تريد لأجيالنا النِّسائيَّة أنْ تبتعد عن عطاءات الزَّهراء، وعن نهج الزَّهراء، وعن مدرسة الزَّهراء، وعن أخلاق الزَّهراء (عليها السَّلام).
من المؤسف جدًّا أنْ لا نجد في ثقافة المرأة المُسلِمة المعاصرة أيَّ حضور للصدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) ولزينب الحوراء (سلام الله عليها).
ومن المؤسف جدًّا أنْ لا نجد في مناهج البناء والإعداد للأجيال النِّسائيَّة المعاصرة أيَّ حضور للصدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) ولزينب الحوراء (سلام الله عليها).
ومن المؤسف جدًّا أنْ لا نجد في برامج الإعلام المعاصر أيَّ حضور للصدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) ولزينب الحوراء (سلام الله عليها).
ومن المؤسف جدًّا أنْ لا نجد في الفعَّاليات النِّسائيَّة المعاصرة أيَّ حضور للصدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) ولزينب الحوراء (سلام الله عليها).
غياب هذه النَّماذج يجعل مشاريع النُّهوض بالمرأة فاقدة للأصالة والهُويَّة والانتماء إلى خط الإيمان.

الملاحظة الثَّالثة: فمن الضَّرورة جدًّا أن تكون الزَّهراء (عليها السَّلام) حاضرة في أيِّ مشروعٍ معاصرٍ لصناعة هُويَّة المرأة المُسلِمة.
هناك في واقع المرأة المُسلِمة المعاصرة ثلاث خيارات متحرِّكة:
الخيارُ الأوَّل: خيار التَّغريب
الخيارُ الثَّاني: خيار التَّجهيل
الخيارُ الثَّالث: خيار التَّأصيل
والخيار الأوَّل والثَّاني مرفوضان، والخيار الثَّالث هو الخيار الذي يجب أن يَتحرَّك.

العنوانُ الثَّالث: موسم المرأة المُسلِمة
أن يُعتمد هذا الزَّمان من الشَّهادة في الثَّالث عشر من جمادى الأولى إلى الولادة في العشرين من جمادى الثَّانية (موسمًا للمرأة المُسلِمة) أمرٌ في غايةِ الأهمِّيَّة والضَّرورة.
فكم هي الحاجة كبيرة جدًّا أن يؤَصَّل الوعي الإيماني حول قضايا المرأة في هذا العصر، والذي يزدحم بخياراتٍ دخيلةٍ؛ تحاول أن تسرق أجيالنا النِّسائيَّة معتمدة أحدث الوسائل وأخطرها.

أهداف موسم المرأة المُسلِمة
ويهدف هذا الموسم:
أوَّلًا: بناء الأجيال النِّسائيَّة بناءً عقيديًّا.
وهذا البناء هو الذي يحصِّن أجيالنا النِّسائيَّة في مواجهة كلِّ المشاريع التي تهدف سرقة هذه الأجيال.
وكلَّما تأصَّل البناء العقيدي لهذه الاجيال تسيَّج كلُّ واقعها في مواجهة مشاريع التَّغريب والتَّجهيل.

ثانيًا: بناء الأجيال النِّسائيَّة بناءً ثقافيًّا
وهذا البناء هو الذي يعُطي للأجيال النِّسائيَّة مسارها الواعي والبصير في مواجهة ثقافات التَّغريب والتَّجهيل.

ثالثًا: بناء الأجيال النِّسائيَّة بناءً روحيًّا وأخلاقيًّا وسُلوكيًّا
فمن أخطر ما يُواجه المرأة المُسلِمة في هذا العصر هيمنة القِيم الفاسدة والأخلاق الفاسقة؛ والتي يُروَّجُ لها من خلال وسائل الإعلام، وأدوات الثَّقافة والتَّربية.
فالحاجة كبيرة جدًّا إلى التَّأصيل الرُّوحي والأخلاقي والسُّلوكي في هذا العصر؛ من أجل حماية أجيالنا النِّسائيَّة، وهي تواجه كلَّ المنزلقات المدمِّرة للمُثُل والأخلاق الفاضلة والقِيَم النَّظيفة، والممارسات الصَّالحة.

رابعًا: بناء الأجيال النِّسائيَّة بناءً رساليًّا
مطلوبٌ جدًّا في هذا العصر الذي تزدحم فيه أدوات الفساد والإفساد أنْ تنشط حركة المرأة المُسلِمة رساليًّا؛ فيما تعنيه هذه الحركة من توظيف الطَّاقات والقدرات في خدمة أهداف الدِّين والأخلاق والمُثُل النَّظيفة، وفي مواجهة كلِّ مشاريع العبث بقِيَم المرأة المُسلِمة، وأخلاق الأسرة، ومُثُل المجتمع الصَّالحة.
هذه أهداف أربعة:
• بناء الأجيال النِّسائيَّة بناءً عقيديًّا.
• بناء الأجيال النِّسائيَّة بناءً ثقافيًّا.
• بناء الأجيال النِّسائيَّة بناءً روحيًّا وأخلاقيًّا وسلوكيًّا.
• بناء الأجيال النِّسائيَّة بناءً رساليًّا.
وحياة الزَّهراء (عليها السَّلام) قادرة أن تؤسِّس لحركة البناء في كلِّ هذه المسارات.
فالصِّديقة الزَّهراء (عليها السَّلام) قمَّة إيمان.
والصِّديقة الزَّهراء (عليها السَّلام) قمَّة تَأصيل.
والصِّديقة الزَّهراء (عليها السَّلام) قمَّة مُثُل.
والصِّدِيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) قمَّة تَقوى.
والصِّديقة الزَّهراء (عليها السَّلام) قمَّة جِهاد وعطاء.

العنوانُ الرَّابع: كيف نؤسِّس لنجاح هذا الموسم؟
نجاح هذا الموسم يعتمد مجموعة أُسس:
الأساس الأوَّل: أنْ يملك القدرةَ على تقديم شخصيَّة الصِّديقة الزَّهراء (عليها السَّلام) إلى أجيالنا النِّسائيَّة.
من خلال:
1- إعطاء الزَّهراء حضورًا عقيديًّا.
2- إعطاء الزَّهراء حضورًا ثقافيًّا.
3- إعطاء الزَّهراء حضورًا روحيًّا.
4- إعطاء الزَّهراء حضورًا أخلاقيًّا.
5- إعطاء الزَّهراء حضورًا سُلوكيًّا.
6- إعطاء الزَّهراء حضورًا رِساليًّا جِهاديًّا.
وهذه المعطيات هي التي تُعطي لشعار الموسم (الزَّهراء (عليها السَّلام) منهجٌ وقدوة) مصداقيَّته وفاعليَّته.

الأساس الثَّاني: أن يملك هذا الموسم فهمًا صائبًا وشاملًا لقضايا المرأة في هذا العصر.
وبقدر ما يرتقي هذا الفهم، وبقدر ما يتأصَّلُ؛ يكون الموسمُ قادرًا على التَّأثير والتَّغيير ومعالجة قضايا المرأة في هذا العصر.
أمَّا إذا تخلَّف هذا الفهم فَقَدَ الموسمُ قدرتَه على الحضور والفاعليَّة.
العلاجات لكلِّ مشاكل العصر موجودة في شريعة الله، فهذه الشَّريعة كاملة وشاملة ويتجنَّى على الدِّين وعلى شرع الله من يتَّهم هذا الدِّين وهذا المشروع بالقصور والعجز.
وإذا غابت هذه العلاجات فهي مسؤوليَّتنا نحن حملة الشَّرع وحملة الدِّين، وليست مسؤوليَّة الدِّين والشَّرع.
وبقدر ما ترتقي القدرة لدينا على فهم الدِّين والشَّرع
وبقدر ما ترتقي القدرة لدينا على الفهم والتَّشخيص
يرتقي مستوى العلاجات لكلِّ قضايا الفرد والأسرة والمجتمع.

الأساس الثَّالث: الخطاب الدِّيني يجب أن يكون بمستوى هذا الموسم.
وإلَّا أخفق الموسم في تحقيق أهدافه.
مطلوب جدًّا في هذا الخطاب:
أوَّلًا: أن يملك وعيًا بأهداف الموسم.
ثانيًا: أن يملك وعيًا بشخصيَّة الصِّديقة الزَّهراء (عليها السَّلام).
ثالثًا: أن يملك وعيًا بقضايا المرأة في هذا العصر.
رابعًا: أن يملك قدرة الأداء؛ فيما هي لغة الخطاب، وفيما هو أسلوب الخطاب.
مطلوبٌ في الخطاب الدِّيني أن يطوِّرَ أداءه باستمرار لغةً وأُسلوبًا ومضمونًا.
ومطلوبٌ في الخطاب الدِّيني أن يطوِّرَ (أدواته ووسائله) في عصر تطوَّرت كلُّ الأدوات والوسائل؛ بشرط أن يكون هذا التَّطوير خاضعًا لضوابط ومعايير الشَّرع.
خامسًا: مطلوبٌ من جميع مواقع الخطاب الدِّيني أنْ تنشط لتحقيق أهداف هذا الموسم.
ومواقع الخطاب الدِّيني:
الموقع الأوَّل: المنابر الحُسينيَّة
مطلوبٌ من هذه المنابر وهي الحاضرة في كلِّ واقع جماهيرنا، وهي القادرة أن تقتحم العقول والقلوب.
مطلوبٌ منها:
أوَّلًا: أن تُعرِّفَ شخصيَّة الصِّديقة الزَّهراء (عليها السَّلام) لأجيالنا المعاصرة، فما أحوج هذه الأجيال أن تملك وعيًا ينفتح على شخصيَّة الزَّهراء (عليها السَّلام).

ثانيًا: أنْ ينفتح خطاب المنبر على جميع قضايا المرأة في هذا العصر فيما هي الإشكالات وفيما هي العلاجات.
وهنا أؤكِّد على مسألة في غاية الأهمِّيَّة، وهذه المسألة هي:
أنْ لا تتناقض خطابات المنابر، الأمر الذي يؤسِّس للخلافات، والأمر الذي يؤسِّس للشَّك في مصداقيَّة الخطاب الدِّيني.

الموقع الثَّاني: المساجد
وهي تتحمَّل مسئوليَّة كبرى في بناء وعي النَّاس عقيديًّا وثقافيًّا ورُوحيًّا وأخلاقيًّا واجتماعيًّا وسُلوكيًّا.
فمطلوبٌ من خطاب المسجد أن يكون حاضرًا في موسم المرأة المُسلِمة، ممَّا يُعطي لهذا الموسم أبعاده الإيمانيَّة والرُّوحيَّة والدِّينيَّة.
فالموسم ليس له أيَّ أُطرٍ خارج هذه المساحات الدِّينيَّة والأخلاقيَّة.

الموقع الثَّالث: الحوزات الدِّينيَّة
فكون هذا الموسم شأنًا دِينيًّا؛ فمن الطَّبيعي جدًّا أن يكون للحوزات حضورها الفاعل في التَّعريف بأهداف الموسم وبمضامينه، وبشعاره الكبير (الزَّهراء (عليها السَّلام) منهجٌ وقدوة)، ونجاح الموسم بمقدار ما يتحرَّك الشِّعار وبمقدار ما يتجسَّد الشِّعار، والحوزات مطلوبٌ منها أن تؤصِّل شعار الموسم، وأنْ تفعِّل أهدافه.

ضرورة حضور الحوزات النِّسائيَّة
هنا نقطة موجَّهة إلى المرأة الحوزويَّة، فالمرأة الحوزويَّة معنيَّةٌ بدرجةٍ كبيرةٍ أن تُفعِّلَ موسمَ المرأة المُسلِمة، المرأة الحوزويَّة مسؤولة بدرجة كبيرة أن تمارس دورها في إنجاح موسم الزَّهراء (عليها السَّلام)، والمرأة مطلوبٌ حضورها في هذا الموسم، كجمهور نسائي مطلوبٌ حضوره في هذا الموسم، وكخطاب نسائي حوزوي مطلوبٌ حضوره في هذا الموسم.

الموقع الرَّابع: القدرات العلميَّة والثَّقافيَّة
وتتحمَّل مسؤوليَّة كبرى في تنشيط أهداف هذا الموسم الدِّيني، والحفاظ على مساره بعيدًا عن كلِّ الانزلاقات.

والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى