آخر الأخبارشهر ذي الحجة

حديث الجمعة 597: محطَّات الشَّحن الرُّوحي – ليلة عرفة، ويوم عرفة – تسهيل السَّفر إلى زيارة العتبات المقدَّسة – عيد الأضحى المبارك

حديث الجمعة 597 | تاريخ: 07 ذو الحجَّة 1443هـ | الموافق: 07 يوليو 2022 م | مسجد الإمام الصَّادق (ع) بالقفول - البحرين

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمد للهِ ربِّ العالمين، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّد الأنبياء والمرسلين، محمَّدٍ وآلِهِ الهُداةِ الميامين.

السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.

 

محطَّات الشَّحن الرُّوحي

 

نُواجِهُ باستمرارٍ ومن خلالِ الضُّغوطاتِ الحياتيَّةِ الماديَّةِ نزفًا مستمرًّا لطاقاتِنا الرُّوحيَّة.

هذه الطَّاقات التي تُشكِّل ضرورةً لمسيرتنا الإيمانيَّة، وبقدر ما نفقد من الطَّاقة الرُّوحيَّة ترتبكُ المسيرة الإيمانيَّة.

ونعني بالطَّاقة الرُّوحيَّة مستوى (العلاقة مع الله سبحانه)، وبقدر ما تقوى العلاقة مع الله تقوى الطَّاقة الرُّوحيَّة، والعكس صحيح.

وقد برمج لنا الدِّينُ مجموعة محطَّات للشَّحن الرُّوحي، وللحفاظ على الطَّاقة الرُّوحيَّة.

وبقدر ما تقوى هذه الطَّاقة؛ يتحصَّن الإنسان إيمانًا ووعيًا وأخلاقًا وسُلوكًا وحراكًا وصُمودًا.

 

بعضُ مَحطَّاتِ الشَّحن الرُّوحي

يمكن تصنيف محطَّاتِ الشَّحن الرُّوحي إلى:

أوَّلًا: مَحطَّات يوميَّة

ومن هذه المحطَّات:

1- الفرائض اليوميَّة والنَّوافل.

2- الأدعية والأذكار.

3- تلاوة القرآن.

4- حضور المساجد، وصلوات الجماعة.

5- الارتباط بمواقع الثَّقافة الإيمانيَّة (المجالس الحُسينيَّة/ المحاضرات الدِّينيَّة/ البرامج).

 

ثانيًا: مَحطَّات أُسْبُوعِيَّة

ومن هذه المحطَّات:

1- أعمال ليلة الجمعة، ويوم الجمعة.

  • عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «إنَّ ليلة الجُمعة ونهارَها أربع وعشرون ساعة، للهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ساعة ستمائة ألف عتيق من النَّار».(1)

يعني ما يزيد على (14 مليون).

  • وعن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «إنَّ للجُمعة حقًّا فإيَّاك أنْ تضيِّع حرمته، أو تقصِّر في شيئٍ من عبادة الله تعالى، والتَّقرُّب إليه بالعمل الصَّالح وترك المحارم كلِّها؛ فإنَّ الله تعالى يُضاعف فيه الحسناتِ، ويَمحو السَّيِّئات، ويرفع فيه الدَّرجات …».(2)

– صلاة الجمعة

 

2- الصِّيام يومي الاثنين والخميس، أو يومي الخميس والجمعة.

3- صلاة جعفر الطَّيَّار.

4- صلاة الوصيَّة.

 

ثالثًا: محطَّات شهريَّة

ومِن هذه المحطَّات:

1- صلاة أوَّل الشَّهر.

من صلَّاها اشترى بذلك سلامة الشَّهر كلّه كما جاء في بعض الرِّوايات.

2- صيام ثلاثة أيام من كلِّ شهر.

من حافظ عليها فقد صام الدَّهر كُلَّه.

  • كما ورد في الحديث عن الرَّسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «مَن صامَ ثلاثةَ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهرٍ كانَ كَمَن صامَ الدَّهرَ كلَّه؛ لأنَّ اللهَ عَزَّ وجلَّ يقولُ: ﴿مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها﴾(3)».(4)

 

3- صلاة جعفر لمن لم يتمكَّن الاتيان بها في كلِّ أسبوع.

 

رابعًا: محطات سَنَويَّة

1- شهر رمضان المبارك.

2- الحجُّ والعمرة والزِّيارة.

3- ليالي وأيام لها خصوصيَّاتها المهمَّة:

أ- ليلة القدر

ب- ليلة النِّصف من شعبان

ج- ليلة عرفة، ويوم عرفة

د- عيد الفطر، وعيد الأضحى

ه- عيد الغدير

و- ليلة عاشوراء ويوم عاشوراء

ز- مناسبات دينيَّة:

  • المبعث الشَّريف
  • الإسراء والمعراج
  • مولد النَّبيِّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
  • مناسبات الأئمَّة من أهل البيت (عليهم السَّلام)، والصِّدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام).

 

ليلة عرفة، ويوم عرفة

(1) عرفة الحُجَّاج:

فما أعظمها من ليلة، وما أعظمه من يوم.

  • في الحديث المَروي عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «…، فإِذا وَقَفوا بعَرَفات، وضَجَّتِ الأَصواتُ بِالحاجاتِ، باهَى اللهُ بِهِم مَلائِكةَ سَبعِ سَماوات، ويَقولُ: مَلائِكَتي وسُكّانَ سَماواتي، أما تَرَونَ إلى عِبادي، أتَوني مِن كُلِّ فَجٍّ عَميق شُعثًا غُبرًا، قد أنفَقُوا الأَموالَ، وأتعَبُوا الأَبدانَ؟! فَوَعِزَّتي وجَلالي وكَرمي لأَهَبَنَّ مُسيئَهُم بِمُحسِنِهِم، ولأُخرِجَنَّهُم مِنَ الذُّنوبِ كَيَوم وَلَدَتهُم أُمَّهاتُهُم، فَإِذا رَمَوُا الجِمارَ، وحَلَقُوا الرُّؤوسَ، وزارُوا البَيتَ، نادى مُناد مِن بُطنانِ العَرشِ: اِرجِعوا مَغفورًا لَكُم، واستَأنِفُوا العَمَلَ».(5)

 

  • وقد ورد عن الإمام عليٍّ (عليه السَّلام): قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، أيُّ أهلِ عَرَفات أعظَمُ جُرمًا؟ قالَ: «الَّذي يَنصَرِفُ مِن عَرَفات وهُوَ يَظُنُّ أنَّهُ لَم يُغفَر لَهُ».(6)

 

– وفي عرفات يحضر الأبدال والأولياء والصُّلحاء.

 

– وفي عرفات يحضر وليُّنا الحجَّة المهدِّي المنتظر (أرواحنا فداه) كما في بعض الرِّوايات:

  • في الحديث المروي عن محمَّد بن عثمان العمري، وهو حديث صحيح الإسناد: «واللهِ، إنَّ صاحِبَ هذَا الأَمرِ لَيَحضُرُ المَوسِمَ كُلَّ سَنَة، …».(7)

 

(2) عرفة زُوَّار الإمام الحسين (عليه السَّلام):

فقد ورد فيها من الأحاديث ما لا يُحصى ممَّا يؤكِّد على القيمة العظمى لزيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في يوم عرفة، وما لزوَّار عرفة من المقامات العظيمة متى ما كانوا عارفين بأهداف وآداب هذه الزِّيارة.

– فالزِّيارة لها فقهها.

– ولها ثقافتها.

– ولها رَوحانيَّتُها.

– ولها آدابُها.

– ولها عطاءاتُها الكبيرة.

فهنيئًا لزوَّار الإمام الحسين (عليه السَّلام) في يوم عرفة.

 

وهنا كلمة: تسهيل السَّفر إلى زيارة العتبات المقدَّسة

إنَّني أثمِّن بكلِّ محبَّة أيَّ جهد تبذله الجهات المسؤولة في هذا الوطن العزيز من أجل تسهيل السَّفر إلى زيارة العتبات المقدَّسة، وهذا هو المعهود منذ تاريخ بعيد، ممَّا يكرِّس العلاقة الطَّيِّبة، فزيارة المراقد الدِّينيَّة المُطهَّرة تُشكِّل شعيرة من شعائرنا الدِّينيَّة التي تؤصِّل الصِّلة مع هؤلاء الأخيار والأبرار من أهل بيت النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).

وهنا نؤكِّد على ضرورة أنْ يمارس مسؤولو حملات الزِّيارة والعلماء والمرشدون أدوارهم في الحفاظ على أهداف هذه الرِّحلات الإيمانيَّة وقِيَمها وأخلاقيَّاتها، ممَّا يُعطي لها سمعتها الكبيرة، وممَّا يُكرِّس معطياتها الإيمانيَّة والرُّوحيَّة والسُّلوكيَّة.

 

عيد الأضحى المبارك

نتمنَّاه عيد خيرٍ وبركةٍ على هذا الوطن وعلى أوطاننا الإسلاميَّة، فقِيمة الأعياد حينما تزرع الخير في الأوطان، وحينما تزرع الفرحة على كلِّ الشِّفاه.

ربَّما يَفرحُ بالعيد أُناس، وتبقى الدُّموعُ جاثمةً في عيون أُناس آخرين.

فهل لتلك الفرحة قِيمة؟!

فكيف لكَ أنْ تفرح وأنت تُبصر عيونًا تملأها الدُّموع، وقلوبًا تعتصرها الآهات؟!

إنَّها فرحة بائسة.

إنَّها فرحة خاوية.

لماذا تغيب الفرحة في عيون كثيرين؟

أسباب ذلك كثيرة وكثيرة، وهي واضحة كلَّ الوضوح …

فمطلوبٌ من كلِّ الذين يملكون القدرة على أنْ يمسحوا تلك الدُّموع من العيون أنْ يمارسوا أدوارهم النَّبيلة، لكي لا تبقى في الأوطان دموع، ولكي لا تبقى في الأوطان آهات.

وتلك مهمَّة ليست صعبة متى توفَّر الحبُّ والرَّأفةُ والرَّحمةُ في القلوب.

ومتى صَدقت النَّوايا والضَّمائر.

ومتى نشطت العزائم والإرادات.

دعونا جميعًا أنْ نتعاون من أجل أنْ نصنع الفرحة الصَّادقة في هذه الوطن.

دعونا جميعًا أنْ نتعاون من أجل نمسح الدُّموع من العيون.

حينها لنا جميعًا أنْ نفرح بالعيد.

 

وآخر دعوانا أنْ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

 

——————

الهوامش:

  1. القمِّي: مفاتيح الجنان، ص 28، (ف 4: في فضل ليلة الجمعة ونهارها وأعمالهما).
  2. القمِّي: مفاتيح الجنان، ص 28، (ف 4: في فضل ليلة الجمعة ونهارها وأعمالهما).
  3. سورة الأنعام: الآية 160.
  4. القاضي النُّعمان المغربي: دعائم الإسلام 1/265، (ك: الصَّوم والاعتكاف، ذكر صيام السُّنة والنَّافلة).
  5. السَّمرقندي الحنفي: تنبيه الغافلين، ص 229، (باب فضل الحج).
  6. الرَّيشهري: الحجُّ والعمرة في الكتاب والسُّنَّة، ص 220، (ثواب الوقوف في عرفات)، ح 595.
  7. الصَّدوق: كمال الدِّين وتمام النِّعمة، ص 440، (ب 43: ذكر من شاهد القائم)، ح 8.

عرفه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى