قضايا الساحةقضايا محلية

السيد الغريفي: لا زال قرار المساجد قائمًا..


لا زال قرار المساجد قائمًا..
   القرار الصّادر عن وزارة العدل في شأن المساجد والحسينيات لا زال قائمًا.. ولازال الرفض الصاّدر من العلماء قائمًا.. فإلى أين تنتهي الأمور؟
   لقد بُذلت شتّى المحاولات الهادئة لمعالجة هذا الأمر، وآخرها العريضة الموقّعة من قبل عددٍ كبيرٍ من العلماء وطلاّب الحوزات الدينيّة والمرفوعة إلى وزير العدل مع طلب اللقاء للتحاور حول هذه المسألة، ولم يصدر أيّ تجاوب رسمي مع هذه الرغبة..


   لا أدري لماذا تُصرّ وزارة العدل على هذا الموقف؟
قد يقال: من حقّ الدولة أن تشرف على جميع شؤون البلد..
نعم من حقّ الدولة ذلك، لا يناقش فيه أحد.. ولكن ماذا يعني الإشراف هنا؟
   إن كان يعني الأمور الإجرائيّة التنظيميّة حتى لا يكون فوضى في عمليات البناء والعمران، فوزارة البلديات هي الجهة المعنيّة بهذا الشأن، وهي بالفعل تمارس هذا الدور منذ سنين طويلة…
   ثم إنّ إدارات الأوقاف – وهي تابعة للدولة – كانت هي المتصدّية لتقدير حاجات وضرورات المناطق إلى المساجد والحسينيّات..


فما هي الحاجة إلى وزارة العدل؟
   إلّا إذا كان هناك هدف التحكم والرقابة والهيمنة على شؤون المساجد والحسينيّات وهذا ما يثير القلق والريبة والهواجس من صدور القرار المذكور..
قد يقال: لماذا تتوجسون وتسيئون الظن في هذه الوزارة التي لا تهدف إلّا إلى الخير ومصلحة أبناء هذا الوطن بكلّ انتماءاتهم ومذاهبهم وطوائفهم؟
نتمنى أن تتحرك السّياسة المنصفة التي لا تعرف التمييز حتى تنزرع في داخلنا الثقة بكلّ مؤسسات الدولة..
   إلّا أنّ السّياسة المتحرّكة في الواقع تؤكّد شيئًا آخرًا.. لو كنّا نعيش سياسات وزاريّة مبرّأة من كلّ أشكال التمييز، لما تكوّنت في داخلنا هذه الهواجس والمخاوف..
   لا زلنا نأمل أن تتراجع الوزارة عن هذا القرار، لما له من تداعيات ليست في صالح هذا الوطن، فلا ترهقوا هذا الشعب بمزيد من الاحتقانات والتأزّمات والتوترات..
   ألسنا نشهد هذه الأيام حراكًا دينيًا ووطنيًا من أجل التقارب والوحدة ونبذ الطائفيّة والتعصب والفتن الهوجاء؟ إنّ قرارًا من هذا النوع لا ينسجم تمامًا مع هذا الحراك ولا ينسجم مع هذا التوجه..
   وإذا استمرت الوزارة على هذا الموقف فإنّنا نطالب الجهات القادرة على إلغاء هذا القرار أن تتدخل لمصلحة هذا الوطن ولدرء الفتنة والتأجّج والتوتر..
وحتى لا تتحرك الأمور بطريقة أخرى، كون الأمر يمثّل بُعدًا مفصليًا في نظرنا، لا يمكن السّكوت عليه، وإن كلّف غاليًا…  


والحمد لله ربّ العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى