الإمام الحجة المنتظر (ع)من وحي الذكريات

ما الحكمة من نزول عيسى في عصر الإمام المهديّ؟ – ماذا وراء هذه الضجة؟

ما الحكمة من نزول عيسى في عصر الإمام المهديّ؟
أجمع المسلمون على نزول روح الله عيسى بن مريم عليه السّلام في آخر الزّمان…
والأخبار في نزوله على طوائف:


الطائفة الأولى:
تتحدّث عن نزول عيسى بين المسلمين، وعن دوره حينما ينزل، من دون إشارةٍ إلى الإمام المهديّ أو إمام المسلمين.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلًا وإمامًا مقسطًا، يكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد».


• وفي حديثٍ آخر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ينزل عيسى بن مريم فيقتل الخنزير، ويمحو الصليب، وتجمع له الصّلاة، ويعطى المال حتى لا يقبل، ويضع الخراج…».


• وأخبار أخرى بهذا المضمون.


الطائفة الثانية:
تتحدّث عن نزول عيسى بين المسلمين وتُشير – هذه الطائفة – إلى إمام المسلمين يؤمئذٍ دون أن تُسمّيه، ودون أن تذكر صلاة عيسى خلف إمام المسلمين.
• قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم» رواه البخاري ومسلم وآخرون..
وبهذا المضمون عدّة أخبار…


الطائفة الثالثة:
تتحدّث عن نزول عيسى بين المسلمين وصلاته خلف إمام المسلمين أو أميرهم دون أن تُصرّح باسم هذا الإمام أو هذا الأمير…
• في حديثٍ جاء فيه: «فينزل عيسى بن مريم عند صلاة الفجر، فيقول له أمير الناس: تقدّم يا روح الله فصلِّ بنا، فيقول: إنّكم معشر الأمّة أمراء بعضكم على بعض تقدّم أنت فصلِّ بنا، فيتقدّم الأمير فيصلّي بهم…».


الطائفة الرابعة:
تتحدّث عن نزول عيسى بين المسلمين وصلاته خلف الإمام المهديّ.
• عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «لا تزال طائفةٌ من أمّتي تقاتل على الحقّ حتى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس، ينزل على المهديّ، فيُقال له: تقدّم يا نبيّ الله فصلّ لنا، فيقول: إنّ هذه الأمّة أمير بعضهم على بعض لكرامتهم على الله عزّ وجلّ».


• عن حذيفة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «فيلتفت المهديّ وقد نزل عيسى… فيقول المهديّ: تقدّم صلِّ بنا، فيقول عيسى: إنّما أقيمت الصّلاة لك، فيصلّي عيسى خلف رجلٍ من ولدي».


• وعن أبي سعيد الخِدْري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «منّا الذي يُصلّي عيسى بن مريم خلفه».
والأخبار المصرّحة بصلاة عيسى خلف المهديّ كثيرةٌ ومتضافرة.
والجمع بين الطوائف الأربع – وِفق قواعد الجمع – بحمل الطوائف الثلاث الأولى على الطائفة الرابعة…
وإنّ كنّا لا نشكّ أنّ حالات الإبهام والإجمال في الطوائف الثلاث الأولى جاءت بفعلٍ مقصود من قِبَل مدوّني الأخبار والروايات، من أجل تعتيم الصورة، وطمس الحقائق، وهكذا لعبت أقلام التدوين في الكثير من الأحاديث والروايات حذفًا وتغييرًا…
ومن الأمثلة على ذلك ما جاء في حديث الدّار يوم الإنذار عندما جمع النبيّ صلّى الله عليه وآله عشيرته ودعاهم إلى الإسلام بعد نزول «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» ثمّ قال: «من يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي ووزيري وخليفتي فيكم» فما قام إلّا عليّ بن أبي طالبٍ… كرّر ذلك ثلاثًا، ولا يقوم إلّا عليّ، فأخذ بيده وقال: «هذا أخي ووصيّي ووزيري وخليفتي فيكم».
هذه الحادثة تُدوّنها أكثر المصادر…
إلّا أنّ ابن الأثير في تاريخه يتلاعب بالنّص ويُدوّنه على النحو التالي:
قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم: «من يوآزرني على هذا الأمر فيكون أخي وكذا وكذا…
فقام عليّ… فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: هذا أخي وكذا وكذا…».
وهكذا يتمّ العبث بالأخبار تزويرًا للحقائق…
نتابع الحديث بإذن الله تعالى..
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين………


ماذا وراء هذه الضجة؟
لقد طبّلوا وزمّروا، وانتفخت أوداجهم صراخًا وضجيجًا وعويلًا، ودعوا بالويل والثُبور، فقد انتُهكت حرمات الدّين، وسوّقوا الخبر غربًا وشرقًا، وتحدّثت وكالات الأنباء، ماذا حدث في البحرين، الشيعة اتخذوا في المساجد مؤذّنات بدل المؤذّنين، إنّها أُضحوكة سخيفة إلّا أنّ العقول التي روّجتها أشدّ سخافة وأكثر أضحوكة إنّهم يعلمون أنّها خطئة لا واقع لها، والقصّة ليست جديدة لقد مضى عليها عام كامل، غير أنّ هؤلاء الذين أدمنوا الكذب والتزوير والقذف والتشهير وجدوها فرصتهم وأصرّوا واستكبروا استكبارًا، هل هي الغيرة على الدين كما يزعمون؟ فها هو الدين يُذبح من الأوداج وتُنتهك حرماته، فأين صراخهم وعويلهم، الخمور تُباع علنًا، الملاهي العابثة بقيم الدين تُمارس عملها بكلّ وقاحة، الدّعارة المرعبة أصبحت معلمًا بارزًا، الفساد ضرب أطنابه في كلّ المواقع، ولن أتحدّث عن مآسي السِّياسة وما فيها من ظلمٍ يُعدّ من أقبح محرّمات الدّين… أقاموا الدنيا ولم يُقعدوها من أجل اشتباهٍ غير مقصود، وصمتوا أمام كلّ هذا الواقع الفاسق، وأمام كلّ هذه الانتهاكات… إنّها شنشة واضحة أهدافها، إنّه الهوس الطائفي المجنون، إنّه الحقد المحفور في القلوب، والويل كلّ الويل لبلدٍ يُسمح فيه لصنّاع الطائفيّة أن يعبثوا ما يشاءون، وأخشى ما نخشاه أن يفوت الأوان وعندها لا ينفع النّدم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى