قضايا الشباب

أين دور المؤسسات الرسمية التي تحمل أسم الإسلام في مواجهة الفساد الذي يهدد الشباب والمجتمع؟

أيهّا المؤمنون الغيارى..
إنّ أجيالنا المعاصرة محاصرة بهذا الزخم الكبير من وسائل الفساد، والعبث، والضياع، والتغريب، والاستلاب، ومصادرة الدين والقيم والأخلاق، والطهر، والفضيلة.


إننا أكّدنا وفي خطابات متكررة إنَّ السلطة السّياسية تتحمل المسؤولية الأولى في حماية دين هذا البلد، وفي حماية قيم هذا الشعب، وفي الحفاظ على أصالة هذه الأرض.


• أين دور المؤسسات الرسمية التي تحمل أسم الإسلام ؟
لماذا لا نسمع لها صوتاً، إحتحاجاً، موقفاً في مواجهة مشروعات الفساد والدعارة ؟
وإذا لم توجد على الأرض البوادر الجادة الحقيقية في إنقاذ البلد من كلِّ منتجات الفساد والعبث بالأخلاق، فإن ذلك سوف يخلق ( عقدة و أزمة ) لن تترك لأبناء هذا الشعب إلا الخيار الأصعب في التعاطي مع مشروع الإصلاح السّياسي وربما يصل الأمر إلى حد الكفر بالمشروع إلا لا يجد الشعب ما يطمئنه على دينه، وقيمه، وأخلاقه، وهويته وما ينتجه ذلك من آثار سلبية كبيرة في العلاقة والتواصل وهذا ما يؤلمنا أن يحدث.   
كما أكدنا في الكثير من الخطابات أنّ العلماء والخطباء، والمؤسسات، والجمعيات الإسلامية، والثقافية، والسّياسية، وكل الرموز والكفاءات، والقدرات، والفعاليات يجب أن تتحمل مسؤوليتها الكبيرة في حماية أجيال الأمة، وتحصين شبابها، وشاباتها إيمانياً، وروحياً، وأخلاقياً، واجتماعيا، وثقافياً، وسياسياً، في مواجهة مشروعات التغريب الثقافي، ومشروعات التغريب الأخلاقي، هذه المشروعات التي أحكمت قبضتها على الكثير من مفاصل الواقع الثقافي والتربوي والإعلامي والاجتماعي، والسّياسي.
وإذا كانت مشروعات التغريب، والفساد، والضياع قد استنفرت كلَّ وسائلها وأساليبها، وخططها وبرامجها من أجل الهيمنة على هذا الجيل، والسطو على فكره، وعواطفه، وقيمه، وأخلاقه، وسلوكه وحركته.
فإنّ مسؤولية القوى الإيمانية والإسلامية أن تستنفر كل وسائلها، وأساليبها، وخططها وبرامجها من أجل تحصين هذا الجيل وحماية فكره، وثقافته و قيمته، وأخلاقه، وسلوكه، وكل ممارساته وأفعاله.
ولا ننسى ونحن نتحدث عن وجوب استنفار القوى الإيمانية في مواجهة قوى الضلال والفساد التي تريد أن تسرق هذا الجيل وتسلب هويته وأصالته، أن نؤكد على مسؤولية الأسرة ودور الآباء والأمهات والأخوة والأخوات في هذا الاستنفار الإيماني والروحي والأخلاقي والثقافي، وضرورة التعاون الجاد مع العلماء والخطباء، والقائمين على الفعّاليات الدينية، وإنّ غيابَ هذا التعاون والتنسيق يفقد (البرنامج الإيماني) قدرته الفاعلة على التأثير والنجاح.


وإنّه لجناية كبيرة في حق الأولاد والبنات أن تفرط الأسر، ويفرّط الآباء والأمهات في التعاون مع المسجد، والمأتم، والجمعية الإسلامية، والمؤسسة الدينية، ومع جميع الفعّاليات والبرامج الهادفة إلى حماية هؤلاء الأبناء والبنات.


إنّ مسؤولية الآباء والأمهات كبيرة وكبيرة جداً، وسوف يسأل هؤلاء الآباء والأمهات عن هذه المسؤولية حينما يوقفون غداً بين يدي الله للحساب، فربما دخل إنسان النار، وتعرض للعذاب بسبب إهمال وتقصير في رعاية وتربية أولاده وبناته , وربما وقف إنسان موقف خزي وعارٍ أمام الملك الجبار بسبب تفريط وإغفال أدى إلى ضياع الأبناء والبنات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى