حديث الجمعةشهر ربيع الأول

حديث الجمعة 276: دروسُ مِن السّيرة – لماذا هذا الاستنفار[حديث حول كلمة آية الله الشيخ عيسى قاسم في الدفاع عن الأعراض والحرمات]؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصلوات على سيّد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الهداة المعصومين…


نتناول أكثر مِن عنوان:


دروسُ مِن السّيرة:
نتناول في حديثنا السَّابق ((الأساليب التي واجهت الدعوة النبوية في المرحلة المكية)) وقد تمركزت تلك الأساليب في:
• الحرب النفسية.
• الإغراءات والمساومات.
• الحصار والمقاطعة..
• التعذيب والقتل..


ووجدنا كيف استطاعت الدعوةُ النبويةُ أن تنتصر على جميع المعوّقات التي وضعت في طريقها بفضل الثبات والصمود والإصرار في مواجهة كلّ التحديات…


ويمكن أن نستوحيَ مجموعةَ دروسٍ تُعين أصحابَ المبادئ الحقّة في زحمةِ التحدياتِ القاسيةِ التي تواجههم وهم يمارسون مسؤولياتِهم في الدعوة إلى الله، وفي الالتزام بالمبادئ العادلة نتحدّث هنا عن درسين مهمين:


الدرس الأول:
يجب أن لا تهزّنا الحربُ النفسية التي تمارسها القُوى المعادية لحراكنا المشروع، دينيًا كان أو سياسيًا…


فالسّاحة معبئة باستنفارات إعلامية تحاول أن تشوّه أيّ حَراكٍ مُعارض لسياسات الحكم، مِن خلال استخدام شتى التُهمِ والإشاعاتِ الكاذبة، بهدف الإساءة إلى هذا الحراك، وبهدف التأثير على معنويات المنتمين إليه…


فهو حَراكٌ يُنفّذ أجِنْداتٍ خارجية، ويُعادي مصالح هذا الوطن، ويزرعُ الفتن والصراعات،، ويُحرّض العُنفِ والفوضى والانفلات، ويُربك مسارَ الإصلاح، ويُعيقُ مشروعاتِ البناء… و… و… و…


هذه الكلماتُ تتحرّك في سياق الحرب النفسية، وحرب التشويه، والتسقيط، وهزّ المعنويات.. وهذا هو النهج الذي يعتمدهُ أنظمةُ الحكم والسّياسة في مواجهة أيّ حَراك شعبي، مهما كان أصيلًا، صادقًا، ونظيفًا، مادام معارضًا، ورافضًا لسياسات الأنظمة الحاكمة…


فمطلوبٌ من القوى التي آمنت بهذا الحراك، واطمأنت لعدالةِ مطالبِها، ووثقت بمشروعيتهِ نهجِها وأسلوبِها أن تصرّ على مواقفها، وأن تثّبت أقدامها في هذا الطريق، وأن لا تهزّها كلَّ الإشاعاتِ والأكاذيب والافتراءات الموجهة ضدّها، فمهما تصاعدت وتيرةُ الخطاب المضادُ، فأصحاب المواقفِ المبدئية لا تزيدهم هذه المقولاتُ الظالمة إلّا ثباتًا وإصرارًا، واستمرارًا في هذا الدرب الذي سار فيه أنبياء والأئمة ودعاة ومجاهدون، فما كانت حملات التشهير والتشويه، والقذف والسبّ، والاستهزاء والسخرية، والتخويف، والترعيب، والتخدير قادرةً أن تسقط ثباتَ هؤلاء وأن تَهزَّ إيمانَهم وقناعاتِهم، فهم واثقون كلّ الثقة بحقانية وصوابية هذا الخيار…


وهناك استثناءُ، فأصحابُ النفوسِ الضعيفة، والمواقف المهزوزة يتساقطون، ويتخادعون، ويتراجعون، ولا يصمدون أمام شراسة الأكاذيبِ والافتراءاتِ والإشاعاتِ وأمام ألوانٍ من الخُداعِ والفتن في التزوير ومسخ الحقائق، خاصة في هذا العصر، حيث الإعلامُ المُضلل، والذي تُواجّههُ عقولٌ متخصّصة في توجيه الرأي العام والسيطرة عليه بشتى الأساليب، وليس مهّمًا أن تسقط كلُّ المعايير الدينية والأخلاقية والإنسانية، مادام هذا الإعلام قادرًا على التضليل والخُداع…


مادام هذا الإعلام قادرًا على أن يُشوّهُ الصورةَ لدى مَنْ يعارض سياسات الأنظمة الحاكمة، مهما كان شريفًا، ونظيفًا، ونزيهًا…


الدرسُ الثاني:
حذارِ حذارِ من السقوطِ في حبائل الإغراءات والمساومات…
أخبثِ الوسائلِ في مواجهةِ الحَراكاتِ الإيمانية والمبدئية والرسالية، وفي مواجهةِ الحَراكاتِ الاجتماعيةِ والسّياسيةِ هي وسيلةُ الإغراء والمساومةِ، فكثيرون يتخلّون عن مواقفِهم، وحَراكاتهم النضالية بسبب حَفنةٍ من المالِ، أو منصبٍ أو وظيفةٍ، أو خطوةٍ لدى سلطانٍ، أو استجابةٍ لنزوةِ جنسٍ أو شهوةِ بطنٍ، وإنّ صنّاع الإغراءات يقرأونَ نقاطَ الضعف لدى أولئك المتهافتين، دونهم اصطيادًا سهلًا، وما أحقر هذا الثمن مهما كان كبيرًا في نظر هؤلاء الضُعفاء المهزوزين…


 أيُّ قيمةٍ لمالٍ مُلَّوثٍ يُشترى به الدينُ والضميرُ والمبدأُ والموقف؟!
أيُّ قيمةٍ لمنصبٍ أو وظيفةٍ جارةٍ أو شهرةٍ إذا كان الثمنُ خسارةَ السمعةِ والشرفِ والنظافةِ، وأكبرُ مِن ذلك خسارةُ الآخرة؟!
أيُّ قيمةٍ لحظوةِ الحكامِ والأمراءِ والسلاطين إذا كان في ذلك غضبُ اللهِ الواحدِ القهار؟!
 و أيُّ قيمةٍ لنزوةِ جنسٍ أو شهوةِ بطن إذا كان المصير نارًا سجرها جبّارُها لغضبه، وكان المصيرُ نارًا لهم فيها زفيرٌ وشهيقٌ، وكان المصير نارًا تلفح وجُوهَهُمْ وهم فيها كالحون، وكان المصيرُ سَلاَسِلَ وأغلالًا وسعيرًا…


هذا مصير مَنْ يبيع آخرته بدنيا فانية زائفة أضع بين أيديكم هذه القصة، وإن كانت طويلة ففيها الكثير من العبر والدروس:
تحدثنا كتب التاريخ إنّ عبد الله البزاز النيشابوري قال: دخلت على حميد بن قحطبة: [وهو من حاشية الخليفة العباسي هارون الرشيد] في شهر رمضان وقت الظهيرة..
فسلّمت عليه وجلست… ثمّ أحضرت المائدة، فأمسكتُ ولم آكل، فقال لي: مالك لا تأكل؟
– فقلت: أيّها الأمير هذا شهر رمضان، ولستُ بمريض ولا بي علّة توجب الإفطار، ولعلَّ الأمير له عذر في ذلك يوجب الإفطار…
ثمّ دمعت عيناه وبكى..
– فقلت له بعد ما فرغ من طعامه، ما يبكيك أيّها الأمير؟
– فقال: أسمع قصتي:
في ليلة مِن الليالي طلبني هارون الرشيد، فلمّا دخلت عليه رأيت بين يديه شمعة تتقد، وسيفًا أخضر مسلولًا وبين يديه خادم واقف، فلمّا قمت بين يديه رفع رأسه إليّ فقال: كيف طاعتُك لأمير المؤمنين؟
فقلت: بالنفس والمال.
فأطرق ثمّ أذن لي بالانصراف.
فلم ألبث في منزلي حتّى عاد الرسول إليَّ وقال: أجب أمير المؤمنين..
فعدت بين يديه فرفع رأسه إليَّ فقال: كيف طاعتك لأمير المؤمنين؟
فقلت: بالنفس والمال والأهل…
فتبسم ضاحكًا، ثمَّ أذن لي بالانصراف..
فلمّا دخلت منزلي لم ألبث أن عاد الرسول فقال: أجب أمير المؤمنين، فحضرت بين يديه، فرفع رأسه إليّ فقال: كيف طاعتُك لأمير المؤمنين؟
فقلت: بالنفس والمال والأهل والولد والدين
فضحك ثمّ قال لي: خذ هذا السيف، وأقتل ما يأمرك هذا الخادم… فتناول الخادم السيف وناولنيه.
وجاء بي إلى بيتٍ مغلق، ففتحه، فإذا بئر في وسطه، وثلاثة أبواب مغلقة..
ففتح الباب الأول، فإذا فيها عشرون نفسًا شيوخ وكهول وشبان مقيدون..
فال لي: إنّ الأمير يأمرك بقتل هؤلاء، وكانوا كلّهم علوية مِن ولد عليّ وفاطمة، فجعل يخرج ليَّ واحدًا بعد واحد، فأضرب عنقه، حتى آتيت على آخرهم، ثمّ رمى بأجسادهم ورؤوسهم في تلك البئر.
ثمّ فتح الباب الثانية، فإذا فيه عشرون نفسًا من العلويين من ولد عليّ وفاطمة مقيدون…
فقال لي: إنَّ أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء.. فجعل يخرج لي واحدًا بعد واحد، فأضرب عنقه، ويرمي به في تلك البئر حتّى آتيت على آخرهم..
ثمّ فتح الباب الثالثة، فإذا فيه عشرون نفسًا مِن وُلد عليّ وفاطمة مقيدون..
فقال لي: إنّ أمير المؤمنين يأمرك أن تقتل هؤلاء..
فجعل يخرج واحدًا بعد واحد، فأضرب عنقه، فيرمي به في تلك البئر.. حتّى آتيت على تسعة عشر نفسًا منهم وبقي شيخ منهم عليه شعر..
فقال لي: تبًا لك يا مشؤوم، أيّ عذر لك يوم القيامة إذا قدمت على جدّنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقد قتلت من أولاده ستين نفسًا قد ولدهم عليٌ وفاطمة، فارتعشت يداي، وارتعدت فرائصي، فنظر إليّ الخادم مغاضبًا و زبرني، فأتيت على ذلك الشيخ أيضًا فقتلته، ورمى به في تلك البئر..
فإذا كان فعلي هذا وقد قتلت ستين نفسًا من ولد رسول الله (ص) فما ينفعني صومي وصلاتي، وأنا لا أشك أنّي مخلّد في النّار…
هكذا يَصنعُ حبُ الدنّيا، وحبُّ المنصب، وحبُّ التزلفِ للأمراء والسلاطين…
فيتحول هؤلاء الأقزام إلى عبيدٍ أذلّاء للبلاطات الحاكمة، يُنفّذونَ الأوامرَ، وإن كان في ذلك سفكُ الدماءِ، وقتلُ الأبرياء، وهتكُ الأعراض، واستباحةُ كلِّ الحُرَّمات، وإن كان في ذلك الخلود في النار…
وإذا كان في الأرض وفي كلِّ عصر هذه النماذج اللاهثةُ وراءَ الإغراءاتِ، وإن كان على حسابِ الدّينِ، والضميرِ، والقيم…
فهناك في المقابل النماذجُ التي سجّلتْ أروعَ الأمثلة في السّموِّ والرفعةِ والعزّةِ، وفي الانتصار على كلِّ مُغرِياتِ الدّنيا، فداستْ بكلِّ كبرياءَ على الهوى في داخلها، وفاءً للدين والضمير والقيم…
وكانت العصبة على إغراءات الحُكّام والسلاطين، وهذه النماذج هي الشاهدةُ على كلِّ عصر، حينما يتكرّس الإفلاسُ الروحي، ويُهيمن الدجلُ والنفاقُ، وتموتُ المثل والقيم، ويتحكّمُ عبّاد الدنيا ويتباهى اللاهثون وراء فتات الأنظمة والبلاطات…


لماذا هذا الاستنفار؟
قال آية الله الشيخ عيسى قاسم كلمته في الدفاع عن الأعراض والحرمات..
فأثاروها ضجةً، مستنفرين الإعلام بكلِّ أداته، والتصريحات، والخطابات، ومنابر المساجد…


هذا الاستنفار المشحون بالتشنجات والانفعالات والكلمات المنفلتة، والعبارات المسيئة، والألفاظ الحانقة، استهدف رمزًا دينيًا كبيرًا من رموز هذا الوطن، بل من رموز السّاحة الإسلامية التي تتجاوز حدود هذه الأرض…


وهل كلُّ هذا غَيّرةً على أمن هذا البلد، الذي أصبح أمنه مُمزّقًا، وأصبح شعبه بلا أمان…
إنّ الغيرةَ على الأمن والأمان تفرضُ أن تتوقف كلّ أشكال الفتك والبطش، ومحاصرة القرى والمدن…
وهل كلّ هذه الغيرة على الدماء؟
وهذا نزف الدماء مستمر، يبدو أنّ الأرواح لا تساوي شيئًا وهي تحصد بلا رحمة…


إنّ آية الله الشيخ عيسى قاسم من أحرصِ الناس على حماية الأرواح والدماء، وهو الفقيه البصير العالم بحرمة كلِّ قطرة دم تراق على هذه الأرض بغير حق…
حينما أطلق صرخاته دفاعًا عن الأعراض، لم يكن متجاوزًا حكمًا فقهيًا، ولم يكن متنكرًا لقناعته في حرمة الدماء، ولم يكن محرّضًا على القتل… إلّا أنّ الكيلَ قد طفح، وتجاوز الأمر حدوده في الاعتداء على الأعراض، وهتك الحرمات، وخدش الشرف والحياء…
إنّ الواقع يحمل كلّ الشواهد الصارخة على ذلك، رغم إصرار الجهات الرسمية على تبرءة رجال الأمن مِن كلّ ذلك…


دعونا من تلك الشواهد الصارخة، السلطة تعتبر ذلك فبركات كاذبة…
ودعونا من كلام الجهات الرسمية…
فماذا تقول التقارير الدولية، والمنظمات الحقوقية التي زارت البحرين؟
وماذا تقول لجنة تقصي الحقائق التي شكّلت بأمر ملكي؟
هل أنّ هذه التقارير منحازة إلى الشعب؟
وهل أنّ هذه المنظمات منحازة إلى الحَراك؟
وهل أنّ لجنة تقصّي الحقائق مخدوعة؟
لقد أكّدت هذه التقارير، وهذه المنظمات، وهذه اللجنة المشكّلة بالأمر الملكي… أنّ هناك اعتداءً على الأعراض، وهناك هتكًا للحرمات.. وهناك عنفًا أمنيًا ضد النساء، وضد المعتقلات…
هذه حقائق واضحة كلّ الوضوح، ولا مجال لإنكارها…


قالوا: إنّ الذين هتكوا أعراض النساء هم الذين أخرجوهن إلى المسيرات والمظاهرات والشوارع…
لو بقين في بيوتهن لم يعترّضن لما يمسُّ هذا العرض..


نقول لهم:
ليس صحيحًا أنّ الذين بقين في البيوت لم يتعرضن للهتك والاعتداء، والشواهد كثيرة وواضحة…


أمّا اللواتي خرجن في الشوارع والمسيرات والمظاهرات، فلم يتجاوزن الحقّ المكفول لهنَّ في الميثاق والدستور وفي المواثيق الدولية، فمن حق أيّ مواطن أن يعبّر عن رأيه بالوسائل السلمية وأن يعارض، وأن يحتج، وأن يرفض…


المطلوب مِن النظام ليس هذا الاستنفار المنفعل والمتشنج ضد خطاب سماحة الشيخ وإنّما المطلوب أن يبرهن النظام على براءته من الاعتداء على الأعراض، وحينما يكون قادرًا على إقامة هذا البرهان فينتفي الحكم بانتفاء الموضوع…
والقرآن يقول: ﴿ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ… ﴾ {البقرة/111}
فلغة الحوار العاقلة هي التي تصحّح الأوضاع، وهي التي تفتح آفاق الحلول، وهي التي تُخفّف التوترات…


وليس هذه الضجّات المسكونة بدوافع واضحة الأهداف، وممزوجة بدراجاتٍ عاليةٍ من الحقد والكراهية الطائفية البغيضة، وقد أكدّنا مرارًا أنّنا لن ننساق إلى هذا اللون من الاصطفاف الطائفي، وإن تبرقع بعناوين الوطنية والدفاع عن مصالح هذا الشعب…


لسنا دعاة فتنة، ولسنا متآمرين، ولسنا محرضين على القتل والاعتداء على الأرواح، لأنّنا نعلم كلّ العلم، كم هي الجناية الكبرى حينما يراق دم حرام، وحينما تزهق روح بريئة… إنّنا نحن ضحية هذه التحريضات، وهذه الاعتداءات…


إنّ غضبتنا، وغضبة كلّ الغيارى من أجل الأعراض أمر تفرضه تعاليم الدين، وأحكام الشريعة، وكلّ المبادئ العادلة في الأرض…


لا تحاسبونا لأنّنا غضبنا، ولأنّنا ندافع عن أعراضنا، وعن كراماتنا، وشرف نسائنا… حاسبوا تلك الانتهاكات،  حاسبوا لغة البطش والفتك، حاسبوا لغة التحريض المستمر ضدنا…


وعندها طالبونا بأن لا نغضب وأن لا ندافع، وإلّا فمادام هناك عرض يُهتك، ومادام هناك أداة تقمع، ومادام هناك مُقدّسٌ يُضرب، وما دام هناك حقٌ يُهضم، ومادمنا نحملُ دينًا وقيمًا وضميرًا فسوف نبقى نصرخُ، ونغضبُ، وندافعُ، ونطالب… ولن نكون معتدين، ولا ظالمين…


﴿ وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ {الشورى/41} إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ {الشورى/42} ﴾


وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى