الإمام الحجة المنتظر (ع)من وحي الذكريات

الإنتظار وإشكالية التغيير

بسم الله الرحمن الرحيم


 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا ونبينا وحبيبنا وقائدنا محمد وآله الهداة الميامين المعصومين  الطاهرين 


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ‘ و بعد


 وأهنئكم – أيها الأحبة – بميلاد المنقذ العظيم ‘  و المخلص الكبير ‘ الإمام المهدي المنتظر عج نسأل الله  تعالى ان بكحل أنظارنا بطلعته الغراء .


أيها الاخوة في الله ..


 في البدء أؤكد ان هذه اللقاءات المهرجانية الشعبية لها قيمتها التعبوية الفاعلة ‘ و لها زخمها الكبير في الشحن الروحي المتوهج ‘ و لها معطياتها الكثيرة الكثيرة  على  مستوى الفكر و العاطفة و السلوك ، إلا أنها لا تتسع للمعالجات العلمية المتأنية فيما هو الوقت المحدود ، و فيما هو الخطاب الإحتقالي المأسور – في الغالب – إلى لغة المشاعر ، و فيما هي الكثافة في الكلمات و المفردات – أحيانا – مما يرهق أذهان الحاضرين ، و إذا كان قدري أن تكون مشاركتي في هذا الموقع بعد جولة غنية من المساهمات مما يجعل الحديث أكثر صعوبة و إرهاقاً ، إلا أني على ثقةٍ تمامةٍ بأن هذه المناسبة بكل  فيوضاتها  الربانية ‘ و إمداداتها الأنانية قادرة على ان تبعث في القلوب و الأرواح صبوحة الإنصهار و الذوبان ، و تخلق فيها نشوة التعاطي و المتابعة ، فالقلوب و الأرواح العاشقةُ لفجر الخلاص و الهائمة بحب الإمام المذخول لتظهير الأرض من الرجس و الأنداس ‘ لا تصاحب بالسأم و الكلل و الاعياء و هي تعيش في ذكرى الإنتظار .


أيها الأحبة في الله …


حديثي معكم بعنوان (( الأنتظار و إشكالية التغيير )) الإنتظار مفهوم أسست له النصوص الإسلامية الصحيحة ‘ التي تحدثت عن ” الإمام المهدي ” الذي يظهر في آخر زمان فيملا الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً  و جوراً  (لا يوجد من ينكر الإمام المهدي إلا من شذ أمثال ابن خلدون و أحمد أمين و من تابعهما) في ضوء هذه النصوص المدوّنة في أوثق المصادر الحديثية  عند المسلمين شكلت فكرة -الانتظار-  وا-لذهبية الإسلامية-و تأصلت في -الوجدان الإيماني- و ربما يختلف -الشكل الإنتظاري – فيما هي -الرؤية  الشعبية – و -الرؤية الأخرى – إلا ان هذا الاختلاف لا يلغي – الأصالة الإسلامية -لمسألة الانتظار و تبقى القناعات المتعددة قائمة على أساس الخلاف في الفهم و الرؤية .


 إن الرؤية الشعبية تتعاطى مع الإنتظار ضمن فهم عقيدي يؤمن بوجد !!الإمام الحي الغائب و الرؤية الأخرى تتعاطى مع الإنتظار ضمن فهم عقيدي يؤمن لا ذال ففي رحم الغيب .-


( هذا لا يعني عدم وجود علماء من السنة يؤمنون بولادة الإمام المهدي )  و لكل من الرؤيتين دلالاتها و معطياتها .-


 إن فكرة – الإنتظار – من المنظور الشيعي – و اجهت عدة – إشكاليات – من أهم هذه الإشكاليات أن -الإنتظار – قد أنتج في الواقع الشيعي حالة من -الغيبوبة السياسية – ‘ حيث جَمد هذا الإنتظار المشدود إلى دولة الإمام المهدي ‘ كل الطموحات السياسية عند الشيعة في مرحلة الغيبة .


وقد اعتمد أصحاب هذه الإشكالية على نمطين من المؤيدات  :


 النمط الأول :    الأحاديث و الروايات الصادرة عن الأئمة من  أهل البيت عليهم السلام و التي حَرمت على الشيعة (القيام )  في مرحلة (ما قبل الطهور ) تعني (عصر الغيبة ) ، والقيام مصطلح يعبّر عن “التحرك السياسي ” لتسلم السلطة ، وعبارة ( ما قبل الظهور ) تعني ( عصر الغيبة) .


 النمط الثاني : الفتاوى الصادرة عن فقهاء الشيعة بحرمة( النهوض السياسي ) في عصر الغيبة :


و لنا حول هذه الإشكالية عدة ملاحضات :


 الملاحظة الأولى :


أن نتهم الواقع الشيعي بأنه عاش  “غيبوبة سياسية ” في كل مراحله التاريخية ، أمر ليس فيه دقة علمية ، لا ننفي أن ” الغياب السياسي” هيمن على هذا الواقع في مقاطع ممتدة من تاريخه ، ولكن تعميم الحكم لكل مقاطع التاريخ فيه تجني على هذا الواقع ، أن القراءة التاريخية لحركة الواقع الشيعي من البدايات الأولى لعصر الغيبة الكبرى يمكن أن ترصد مستويات كبيرة للتعاطي السياسي عند الشيعة .


نعم في بدايات الغيبة واجه الواقع الشيعي مرحلة جديدة بكل ما تحتضنه هذه المرحلة من متغيرات صعبة ومعقدة بفعل الغياب الكامل “للقيادة المعصومة” الأمر الذي لم يكن مألوفا لدى أتباع مدرسة الإمامة ، وقد شكل هذا الوضع الجديد بعض الإحراجات الحادة في الذهنية الشيعية مما فرض ارتباكاً في التعاطي مع الكثير من معطيات الواقع ، وبالخصوص “الواقع السياسي” ولاسيما بعد تاريخ كبير من “العزل السياسي” للائمة من أهل البيت (ع ) ، في هذه المرحلة كان هناك “انحسار سياسياٌ ” واضح ، ليس على مستوى الممارسة والسلوك فحسب بل على مستوى “الرؤية والفهم الفقهي ” .


وقد شهدت المدرسة الفقهية الشيعية جدلاً حاداً فيما هي “المسئولية الشرعية” في التعاطي مع “الواقع السياسي القائم” وكان الاتجاه الأقوى – في تلك المرحلة – النفي المطلق للتعاطي ، مما فرض “ضموراً سياسياً ” في الواقع الشيعي كان له مردودا ته الخطيرة  إلا أن المراحل اللاحقة شهدت محاولات من “الانفتاح السياسي” عبرت عن رؤيةٍ فقهيةٍ جديدةٍ ذات منحى واقعي تجاوز الرؤية التقليدية المألوفة ، ومن أوضح هذه المحاولات في تلك المرحلة المبكرة من عصر الغيبة ، محاولة السيّد المرتضى (355-435 هـ ) حيث أقام علاقة وثيقة مع السلطة السياسية القائمة وأكّد في رؤيتهِ الفقهية على ضرورة التعاطي مع الواقع السياسي ، ما دامت السلطة الشرعية – حكومة المعصوم – غائبة ، وما دام الواقع الشيعي يعيش حالة “القهر ” ، وشهد الواقع الشيعي وعبر فترات من تاريخه ، محاولات متعددةٍ للانفتاح السياسي ، والمعارضة السياسية ، والقرن الأخير يحمل شواهد كثيرة تؤكد الدور السياسي الكبير الذي مارسه علماء الشيعة وأتباع مدرسة أهل البيت (ع ) .


 الملاحظة الثانية :


ليس صحيحا ما تثيره الإشكالية من أن “الغياب السياسي ” في الواقع الشيعي ، كان من نتاج  “العقل الانتظاري ” الذي تشكّل في وعي الأمة من خلال النصوص والأحاديث ، هناك مجموعة أسباب لهذا (الغياب السياسي ) .


السبب الأول :


الفهم الخاطئ لمسألة “الإنتظار ” ، هناك عدة رؤى وتصورات خاطئة ومغلوطة للانتظار .


التصور الأول :


ويفهم الإنتظار فهماً روحياً بحتاً … “الأدعية – الهيام الوجداني بالإمام – التضرع والبكاء – الإلحاح على الله تعالى بتعجيل الفرج – الزيارات – الندبة – الاستغاثة ” لا نشك أن “التعاطي الروحي ” هو أحد “المكوّنات الأساسية ” للانتظار ، أما أن يتحول هذا “الإنصهار الروحي ” الى (الإنتظار) كله ، فهو تصور يعبّر عن “فهم تجزيئي” له مردوداته السلبية الخطيرة (الشلل والاسترخاء ) .


التصور الثاني :


ويفهم “الإنتظار ” فهماً راكداً تعطيلياً ويتمثل هذا الفهم في :


– تعطيل المسئوليات الرسالية والتغيرية في عصر الغيبة .


-وتجميد مهمة الدعوة والأمر بالمعروف والتهي عن المنكر 


– واعتزال كل الفعّاليات الاجتماعية والسياسية والجهادية .


– وإرجاء ذلك كله الى مرحلة الظهور


 التصور الثالث :


ويفهم “الانتظار ” فهماً منحرفاً … ويصوغ هذا التصور فهمه للانتظار على أساس “الشرط الموضوعي ” لظهور الأمام المهدي هو “امتلاء ” الأرض بالمفاسد والمظالم والانحرافات فأيّ محاولة تتحرك للإنعاش “الواقع الانحرافي ” تشكّل مساهمة في توفير “الشرط الموضوعي ” للظهور ، وأي محاولة تواجه حركة الانحراف تشكّل مساهمة في تأجيل الظهور .


وهذه التصورات مرفوضة :


أولاً :  هذه الألوان من الفهم الخاطئ والمحرف هي أحد الأسباب التي أعطت أولئك الموتورين بعض” مبرراتهم ” فيما أثاروه من الأشكالات والشبهات ، وكثيراً ما يتذرع القاصدون لتزيف الأفكار والمفاهيم  بالتطبيقات الخاطئة والممارسات المغلوطة بهدف التشويش والتمويه وإثارة الغبار ، ألا نسمع في هذه الأيام الأصوات المذعورة من “الدين ” تحذر من “تسيس الدين وتدين السّياسة ” ، قال أحدهم بالحرف الواحد في إحدى صحفنا المحلية : ” مبكراً حذرنا من خطورة تسيس الدين وتدين السياسة ” ، لماذا هذا التحذير ؟ أنهم يقولون : أن ما يشهده العالم اليوم من تطرف وعنف وإرهاب هو نتاج هذا “التسيس للدين والتدين للسياسة ” .


لا نريد هنا أن ندخل في جدل مع هذه المقولات التي هي جزء من الإعلام المستنفر لمحاربة الصحوة الإسلامية . أننا لا ننفي وجود العنف والتطرف والإرهاب في العالم ، ولا ننفي وجود بعض الحركات المنتسبة الى الدين تمارس العنف والتطرف والإرهاب ، ولكن لماذا لا يتحدث هؤلاء عن الإرهاب والعنف ضد الشعوب المستضعفة الذي تمارسه قوى الهيمنة والاستكبار في العالم ؟ ، لماذا لا يتحدثون عن إرهاب وعنف الأنظمة السياسية المتحكمة في مقدرات الشعوب ؟ ، لماذا لا يتحدثون عن إرهاب وعنف وتطرف التيارات العلمانية المتشددة في مواجهة الدين والمتدينين ؟ ، لماذا هذا الإصرار على اتهام الدين – والدين الإسلامي بالخصوص – أنه وراء طاهرة العنف والإرهاب والتطرف ؟ . أن تشّكل بعض الإنتسابات الى الدين ، وأن تشّكل بعض التجارب المحسوبة على الدين ، هنا أو هناك ، بعضاً من ظواهر العنف والإرهاب والتطرف ، لا يعني أن يتهم الدين نفسه أو يتهم المشروع الإسلامي ، أو يتهم الأسلام السياسي . وإلا فتجارب الأنطمة السياسية العلمانية التي أقصت الدين بعيداً عن مواقع الحكم والسلطة والحياة ، قد أنتجت من المآسي والكوارث والآلام للإنسان والإنسانية ، ما تشهد به ملفات هذه الأنطمة ، ثم لماذا هذا الخلط المتعمد بين حالات العنف والإرهاب والتطرف ، وحالات الجهاد والمقاومة ، والدفاع عن الأرض والمقدسات ؟ إنه مشروع المصادرة والإستلاب في مواجهة الإسلام والمسلمين ومشروع الهيمنة والسيطرة على العالم . هذا “أولاً ” في سياق مناقشة التصورات الخاطئة للإنتظار .


 ثانياً: هذه التصورات المغلوطة تشكلّت بفعل “جهل ” متجبر أنتجته “غيبوبة” الوعي عند الأمة ، وربما بفعل “رؤية فقهية” ساهمت في تكريس “الفهم السكوني” للإنتظار “وقد تورطت هذه الرؤية بمعالجة فقهية غير دقيقة أعتمدت بعض “الروايات ” المخدوشة سنداً أو دلالةً . 


ثالثاً : هذه اللالوان من الفهم تفرغ “الإنتظار ” من مضمونه الأصيل ، بما يحمله هذا المضمون من الفاعلية والحركية والهادفية .


 رابعاً : هذا الفهم المغلوط للإنتظار قد تغذيه بعض الإتجاهات المنحرفة عن الإسلام أو الإتجاهات المتخلفة عن الإسلام ،


 والخلاصة :


أن هذه التصورات المغلوطة والمنحرفة للإنتظار قد أنتجت “شللاً حركياً في الأمة” وألغت في وعيها “المشروع السياسي الطموح ” و ” أقصت الأسلام بعيداً عن واقع الحياة” و ” وفرت الأجواء الملائمة لهيمنة المبادئ الكافرة والمنحرفة سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً وعسكرياً ” .


 لعلي في موقع أخر أتحدث عن المفهوم الحقيقي للإنتظار . الحديث هنا عن أسباب “الغياب السياسي” وقد ذكرنا أن السبب الأول هو الفهم الخاطئ والمغلوط لمسألة الإنتظار .


السبب الثاني : وأما السبب الثاني لهذا الغياب : ” الطروف السياسية الضاغطة التي مر بها الواقع الشيعي” ، وقد شكلت هذه الظروف حصاراً سياسياً صعباً ، وإختناقاً إجتماعياً حاداً ، مما أنتج في الواقع الشيعي  “إنكماشاً داتياً ” وكان من معطياته وأثاره هذا “الإنحسار السياسي والإجتماعي” وقد صاغ هذا انحسار وعياً فقهياً شيعياً منصبغاً  بالنزعة الفردية – كما نقرأ في النتاجات الفقهية الشيعية – .


 السبب الثالث : وجود قناعةٍ فقهيةٍ عند عددٍ كبيرٍ من الفقهاء بعدم جدوى “العمل السياسي” لعدم إمكانية توفير “الشروط الموضوعية ” لنجاح “الممارسة السياسية” في الوصول الى أهدافها المنشودة .


والملاحظة الثالثة في سياق نقد الأشكالية التي تتهم “الإنتظار” بأنه وراء تجميد “الفعل التغيري السياسي والإجتماعي ” ، تتصل هذه الملاحظة بمجموعة “الروايات ” التي حرمت على الشيعة “القيام” بمعنى “التحرك السياسي” في مرحلة “ما قبل الظهور ” يعني في عصر الغيبة .


ولا شك أن حديثاً في أحتفال جماهيري ، لا يتحمل “المعالجات الفقهية ” لهذه الروايات . ولكننا يمكننا أن نقول :


أولاً : أن طائفة من هذه الروايات لا تملك قيمة سندية تبرّر الإعتماد عليها ، فلا يصح أن تؤسس لحكم شرعي بمستوى هذه الخطورة .


وثانياً : أن بعض هذه الروايات تتحدث عن دائرة خاصة لتصدي السياسي ، وهو تصدّي الائمة من أهل البيت عليهم السلام ولا شك أن الائمة عليهم السلام في ما هو موقعهم الفكريّ والروحيّ والقياديّ لهم حساباتهم المتميزة في شكل الحركة والمواجهة والتصدّي والتي تختلف تماماً عن بقية المواقع في الأمة . وربّما كان هذا النمط من الروايات تشكّل “إجابات ” صادرة عن الائمة في الرد على بعض “الرؤى المرتجلة “التي تحاول أن تضغظ على الائممة عليهم السلام في إتجاه التصدي والمواجهة والنهوض والثورة .


ثالثاً: بعض الروايات تعالج “واقعاً موضوعياً ” في ما هي “النتائج المترتبة ” على “التحرك السياسي “وليست في صدد الحديث عن مشروعية التحرك أو عدمه ، فالائمة من خلال ” رؤية غيبية ” أو من خلال “بصيرة سياسية ” معصومة أعطوا هذه “التقويمات الواقعية ” الراصدة لكل النتائج وفق حسابات صائبة جداً ، وقد برهنت على صحة هذه الحسابات تلك التجارب المتعددة في التصّدي السياسي والتي مارسها الثوار العلويون وغيرهم في ذلك المقطع من مراحل التاريخ ، وكان مصيرها الفشل والإخفاق …


ما نحاول أن نصل اليه في هذه الجولة من الحديث أن أتهام فكرة “الإنتظار ” بأنها السبب في إنتاج حالة ” الغياب السياسي” في الواقع الشيعي عبر مراحل التاريخ المتعددة ، أمرُ لا واقع له من الصحة ، وكون “الإنتظار ” في مفهومه الخاطئ ساهم في تكريس هذا “الغياب ” لا يعني أن الفكرة في مضمونها الأصيل تتحمل مسئولية هذا الغياب والإنحسار ، وإلا فما أكثر التطبيقات الخاطئة لعدد كبير من الأفكار والمفاهيم والقيم مما ينتج عنها الكثير من السلبيات ، فهل من حقنا أن نتهم تلك الأفكار والمفاهيم والقيم ؟ ، ثم أن “الإنتظار” إذا مارسته الامة ضمن مفهومه الأصيل ، وتطبيقاته الواعية فأنه من أكبر الحوافز في تنشيط الحركة التغييرية في إمتداداتها الفكرية والروحية والإجتماعية والسياسية ، كون الإنتظار يفرط “إعداداً عملياً دائماً ” يتمثل في :


1-       الإعداد الروحي.


2-       الإعداد الفكري.


3-       الإعداد السلوكي.


4-       الإعداد الرسالتي .


5-       الإعداد السياسي.


6-       الإعداد الإجتماعي.


7-       الإعداد الجهادي.


فهل يصح في ضؤ هذه “الإعدادات” أن نتهم “الإنتظار” بأنه السبب في إنتاج “الشلل” في الواقع الشيعي ، أنه من خلال “الإنتظار” في إعدادته العملية يتأصل “المضمون التغييري الحركي” .


 أيها الأحبة …


أنني أدعو – وفي هذه المناسبة – أن نحرك مشروع الإنتظار من واقع الأمة ، ضمن صياغة واعية أصيلة ضومن برنامج عملي هادف يتعاطى مع كل مستجدات المرحلة ، وضرورات الواقع المعاصر ، أن نعطي لمشروع الإنتظار حركته الفاعلة في واقعنا الثقافي والروحي والإجتماعي والسياسي ، ومشروع الإنتظار ليس مشروعاً شيعياً أنه مشروع الأسلام في هذا العصر ، فالمسلمون  جميعاً – الإ من شذ – ينتظرون “المصلح ” في آخر الزمان “المهدي من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ” الذي يملئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت طلماً وجورا ، هكذا أكدت النصوص الدينية الصحيحة المدونة في أهم مصادر الحديث عند المسلمين ، وفي تصوري أن مشروع الإنتظار في صياغاتهِ الأصيلة الواعية يمكن أن يكون منطلقاً للتأسيس العملي لحركة الوحدة في واقع الأمة ولحركة المشروع الإسلامي المعاصر .


والمكونات الأساسية لهذا المشروع :


 1-       الأسلام هو الأيديولوجية الوحيدة المؤهلة للإصلاح العالم وإنقاذ البشرية .


2-       الأمام المهدي هو القيادة المؤهلة للقيام بالحركة التغيرية الكبرى في العالم.


3-       الإعداد والتوطئة للحركة التغيرية الكبرى من خلال :


أ – إعداد الكوادر المؤهلة .


ب- إعداد الأرضية المساندة .


ج- إعداد الأجواء النفسية والفكرية والاجتماعية والسياسية لحركة الإمام المهدي (ع) .


      وهذه المكونات لا يختلف فيها المسلمون ، وإن اختلفوا في شخص الأمام المهدي”ع” ( سوف نتناول هذا الموضوع بشكل أكثر تفصيلاً في احتفال السهلة ليلة الأحد ) .


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى