الإمام الحجة المنتظر (ع)من وحي الذكريات

آخر توقيع للإمام المهدي(ع) (2)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين وأفضل الصلوات علي سيد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين.


لا زال الحديث حول آخر توقيعٍ للإمام المهديّ (ع):
النقطة الثانية:
جاء في التوقيع قوله عليه السلام:
«وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروجِ السفياني والصيحة فهو كذّاب مفترٍ ولا حول و لاقوة إلا بالله العليّ العظيم».


قبل أن نتحدّث عن معنى «المشاهدة» في هذا التوقيع، نُشير إلى بعضِ أحاديث السفياني والصيحة وعلامات الظهور..
حينما نقرأ الأخبار التي تحدّثت عن علامات الظّهور، نجدها تُصنّف هذه العلامات إلى صنفين: العلامات العامّة، والعلامات الخاصّة.


أما العلامات العامّة:
فظهور الفتن، وانتشار الفساد، وتفاقم الانحرافات، وسيطرة الظالمين، وسفك الدماء، وتأجّج الحروب، وتقارب البلدان وغيرها، ونقرأ ذلك في الكثير من الأخبار:
(1)  الأخبار التي تتحدّث عن امتلاء الأرض ظلمًا وجورًا..
• قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلمًا وعدوانًا ثم يخرج رجلٌ من عترتي أو من أهل بيتي يملأها قسطًا وعدلاً كما ملئت ظلمًا وعدوانًا».
• وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: ” لو لمْ يبق من الدّنيا إلاّ يومٌ واحدٌ لطوّل الله عزّ وجلّ ذلك اليوم حتى يخرج رجلٌ من ولدي فيملأها عدلاً وقسطًا كما ملئت جورًا وظلًما».
والأخبار في هذا المعنى كثيرةٌ جدًا…


(2)  الأخبار التي تتحدّث عن وجود الفتن الكثيرة..
• قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يتقارب الزّمان، وينقص العمل، ويُلْقـَى الشيخ، وتظهر الفتن، ويكثر الهَرْج».
• وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ستكون فتنٌ القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من السّاعي…».
• وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ستكون من بعدي فتن، منها فتنة الأخلاس ]الدائمة المستمرة[، ويكون فيها حَرَبٌ وهَرَب، ثم بعدها فتنٌ أشدُّ منها، ثمّ تكون فتنةٌ كلّما قيل انقضت تمادت حتى لا يبقى بيت إلا دخلته، ولا مسلم إلاّ صكّته حتى يخرج رجلٌ من عترتي».
• وفي خبرٍ آخر: «كلّما قيل انقطعت تمادت، حتى لا يبقى بيت من العرب إلاّ دخلته، يقاتل فيها الرجل لا يدري على حقٍّ يقاتل أم على باطل، فلا تزالون كذلك حتى يصير الناس إلى فسطاطين، فسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاط نفاقٍ لا إيمان فيه، فإذا هما اجتمعا فأبصر الدجال اليوم أو غد».
• وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «تكون أربع فتن: الأولى يستحلّ فيها الدم الحرام، والثانية يُستحلّ فيها الدم والمال، والثالثة يُستحلّ فيها الدم والمال والفرج، والرابعة الدّجال».
• وقال صلّى عليه وآله وسلّم: «تكون فتنةٌ قتلاها في النّار، فقلت: وهما مسلمان؟ قال: وهما مسلمان، قلت: وهما مسلمان، قال: وهما مسلمان، قلت: لِمَ؟
قال: لأنّهم تغالبوا على أمر الدنيا ولم يتغالبوا على أمر الله…
– إلى أن قال – حتى تُملأ الأرض ظلمًا وجورًا … ثم يبعث الله رجلاً يملأها قسطًا وعدلاً كما مُلئت ظلمًا وجورًا». 
الفتنة في اللغة لها عدّة معاني:
– المعنى الأول: الامتحان والاختبار والابتلاء {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} العنكبوت: الآية 2.
– المعنى الثاني: الكفر والضلال والإثم {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً} الإسراء: الآية 73.
– المعنى الثالث: اختلاف الناس بالآراء كما جاء في الرواية «وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون، وسيفٌ قاطعٌ بين العرب، واختلافٌ شديدٌ بين الناس، وتشتّت في دينهم وتغيّر في حالهم».
– المعنى الرابع: القتل والقتال: {يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ} النساء: الآية 101.


(3) الأخبار التي تتحدّث عن البلاء الشديد الذي يصيب المؤمنين…
• قال الإمام الصّادق عليه السّلام: «لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم ]أي ظهور الإمام المهدي[ حتى تغربلوا.. ولا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتى تُميّزوا، ولا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا، ولا يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد إياس، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى من شقي، ويسعد من سعد».


• وجاء في نهج البلاغة قول أمير المؤمنين عليه السَّلام «ألا فتوقعوا ما يكون من إدبار أموركم وانقطاع وصلكم، واستعمال صغاركم، ذاك حيث تكون ضربة السيف على المؤمن أهون من الدرهم من حلّه، ذاك حيث يكون المعطى أعظم أجرًا من المعطي ذاك حيث تسكرون من غير شراب، بل من النعمة والنعيم، وتحلفون من غير اضطرار، وتكذبون من غير إحراج، ذاك إذا عضّكم البلاء كما يعضّ القتب غارب البعير، ما أطول هذا العناء، وابعد هذا الرجاء».


• عن جابر الجعفي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: متى يكون الفرج؟
فقال :«هيهات هيهات، لا يكون فرجنا حتى تُغربلوا، ثم تغربلوا – يقولها ثلاثًا – حتى يذهب الله تعالى الكر ويبقى الصفو…
        نتابع الحديث إن شاء الله تعالى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى