حديث الجمعةشهر ذي القعدة

حديث الجمعة 436: الكلمة الطيبة – أزماتُ الأوطان ودور الكلمة

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد للهِ ربِّ العالمين، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّد الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ وعلى آلِهِ الهداةِ الميامين، وبعد فهذه بعض عناوين:

الكَلِمَةُ الطَيّبةُ
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا …﴾ (سورة إبراهيم: الآية 24-25).
(1) ﴿أَصْلُهَا ثَابِتٌ﴾
الشَّجرةُ الطَّيِّبةُ متجذِّرةٌ في الأرضِ، جذورُها ممتدةٌ في العُمق، مما يُعطيها رُسُوخًا، وَقُوةً، وثباتًا فلا تهزُّها عواصفُ، ولا رياحٌ ولا أعاصير.
كذلكَ هيَ الكلمةُ الطَّيِّبةُ تمتدُّ في العمقِ من حياة الإنسان، من عقلِهِ، من قلبه، من كلِّ وجودِه.
فهي صُلبةٌ، قَويَّةٌ، راسخةٌ، تتحدَّى كلَّ عواصفِ الأهواءِ، ورياحِ الباطلِ، وأعاصيرِ الضَّلال، وزوابعِ الشَّرِّ.
(2) ﴿وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء﴾
الشَّجرةُ الطَّيِّبة شامخةٌ، ممتدَّةٌ في السَّماء، لا تنحني، لا تنكسر.
كذلك هي الكلمةُ الطَّيِّبةُ شامخةٌ، عملاقةً، لا تضعفُ، لا تتقازمُ، لا تنهزم، مهما كانت التَّحدِّياتُ، والإرهاصاتُ والمواجهاتُ، والصُّعوباتُ، والابتلاءاتُ؛ لأنَّها تستمدُّ شُموخها من شُموخِ الإيمانِ، وعنفوانَها من عُنفُوانِ العقيدة، وإصرارَها من إصرارِ المبدأ، وكبرياءَها من كبرياء الحقِّ.
(3) ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾
الشَّجَرةُ الطَّيِّبةُ تُعطي ثمارًا جَنِيَّةً يانِعَةً، وتُعطي ظِلالًا وارِفَةً، وتُعطي وردًا وعِطْرًا وريحانًا، وجمالًا، وبهاءً، ورونقًا وسناءً، وهذا العطاء دائم، مستمرٌّ، لا انقطاع له، بما أودع الله تعالى فيها من عناصرِ البقاءِ والدَّيمومةِ والاستمرار.
كذلك هِيَ الكلمةُ الطَّيِّبةُ: عطاءاتُها طيِّبة، تملأُ الحياةَ خيرًا، وهُدىً، وصلاحًا، وطُهْرًا، ونقاءً، وجمالًا، وبهاءً، ورونقًا، وعلمًا، ورُشدًا، وبصيرةً، ووعيًا، ونورًا، وحبًّا، وتَسامحًا، ووُدًا، وعطفًا، ووحدة، وتآلفًا، وأملًا، وطموحًا، ورجاءً.
هذه هي عطاءاتُ الكلمةِ الطَّيِّبة كما أراد لها اللهُ سبحانه، عطاءاتٌ مستمرَّة دائمة، لا ينضبُ فيضُها، وخيرُها، وجمالُها، وكلُّ إشراقاتِها، وفيوضاتِها الرَّبَّانيَّة.
الكَلِمَةُ الخَبيثَةُ:
﴿وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ﴾ (سورة إبراهيم: الآية 26).
إذا كانتْ الشَّجرةُ الطَّيِّبةُ ﴿أَصْلُهَا ثَابِتٌ﴾ متجذِّرةً، راسخةً، ثابتةً، فالشَّجرةُ الخَبِيثةُ ﴿اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ﴾ لا جذورَ لها، لا ثباتَ، لا رسوخَ، لا قوَّةَ، تنحني، تنكسَّرُ، تسقطُ، تتهاوى.
كذلك هيَ الكَلِمةُ الخَبِيثَةُ ضَعِيفَةٌ، هَشَّةٌ، مُتَقَزِّمةٌ، مُنهارةٌ، مَهزُومَةٌ، مُنْكَسِرةٌ، متهاوِيةٌ، سَاقِطَةٌ، لا تقوى أنْ تُواجِهَ عَواصِفَ الأهواءِ، ورياحَ الباطلِ، وأعاصير الضَّلال.
وإذا كانت الشَّجرةُ الطَّيِّبةُ ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾، وتملأُ الحياةُ عطاءً، وخيرًا، وطُهْرًا، وفيضًا، وإشراقًا، وحُبًّا، وأملًا، فإنَّ الشَّجرةَ الخبيثةَ كلُّ عطائِها خبيثٌ، وقَذِرٌ، وسيِّئٌ، وضارٌ تُعطي حنظلًا، شوكًا، قذًى، أذًى، لا تحملُ ظلًّا، جمالًا، رونقًا، بهاءً.
كذلكَ هي الكلمةُ الخبيثةُ سيِّئةٌ، قَذِرةٌ، ساقِطَةٌ، ضارَّةٌ، تملأُ الحياةَ شَرًّا، فَسَادًا، عَبَثًا، سُوْءًا، قُبْحًا، قذارةً، جَهْلًا، ظلامًا، ضياعًا، ضَلالًا، ظُلمًا، زورًا، بُهتانًا، كراهِيَةً، عَصَبيَّةً، صِراعًا، رُعْبًا، غَدْرًا، دماءً، هَتْكًا، عُنفًا، إرهابًا، تطرُّفًا.
هذه بعضُ معطياتِ الكلمةِ الخبيثة!
•في الحديثِ عن رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم): “يُعذِّبُ اللهُ اللِّسَانَ بعذابٍ لا يُعذَّبُ بهِ شيئًا مِن الجوارحِ!
فيقول: أيْ ربِّ، عذَّبتَني بِعَذَابٍ لَمْ تُعذِّبْ بهِ شيئًا؟!
فيقال له: خَرَجتْ مِنْكَ كَلِمةٌ، فَبَلَغتْ مشارِقَ الأرضِ ومغارِبَها، فسُفِكَ بها الدَّمُ الحرامُ، وانْتُهِبَ بها المالُ الحرامُ، وانتُهِكَ بها الفَرْجُ الحرام، …”! (وسائل الشيعة 18/10، ح4).
•وعنه (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم): “مَنْ أعانَ على قَتْلِ مُؤْمِنٍ بشطر كلمةٍ، لقي اللهَ يومَ القيامةِ مكتوبٌ بين عينيهِ آيسٌ مِن رحمةِ اللهِ” (كنز العمال 15/22، ح39895).
•وعن الإمام عليٍّ (عليه السَّلام): “كمْ مِن دم سفكه فم” (عيون الحكم والمواعظ، الصَّفحة 379).
•سأل معاذ بن جبل النَّبيِّ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ) عَمَّا يُدْخِلُهُ الجنَّةَ، ويباعدُهُ عن النَّار!
فأخبره (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلّم) إلى أنْ قال: “… ألا أُخْبِرَكَ بمِلاك ذلك كلِّهِ؟
قال معاذ: بلى يا رسول الله!
قال (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم): كُفَّ عليكَ هذا – وأشار إلى لسانِهِ -.
قال معاذ: يا نبيَّ اللهِ، وإنَّا لمُؤاخَذُونَ بما نتكلَّمُ به؟!
قال (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم): ثكَلَتكَ أمُّكَ، وهل يكبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وجوههم – أو قال على مناخِرهم – إلَّا حَصَائِدُ ألسنتِهم”؟! (ميزان الحكمة 4/2780).
مساحاتُ الكلمةِ
كلَّما اتَّسعتْ مساحاتُ الكلمةِ كان خطرُها أكبر، وكان حسابُها أشدُّ، وحينما نتحدَّث عن مساحاتِ الكلمةِ، فهناك:
1- مساحات مقاميَّة
كلَّما كان موقعُ المتكلِّم أكبر كان الخطر أكبر، وكان الحسابُ أشدَّ.
إذا تكلَّم حاكمٌ، فلكلامِهِ حجمُهُ من الخطر وحجمُهُ من الحساب.
إذا تكلَّم مسؤولُ دولةٍ.
إذا تكلَّم فقيهٌ، أو عالمُ دين.
إذا تكلَّم قائدٌ.
إذا تكلَّم رمزٌ سياسيٌّ، اجتماعيٌّ، ثقافيٌّ.
كلَّ هذه المقاماتُ تُعطى للكلام مساحة فيما هو الخطر، وفيما هو الحساب بحجمها!
أنْ يتحدَّث بقَّالٌ، فلاحٌ، كنَّاس، أو أيُّ إنسانٍ عادي من النَّاس، فلكلامِهِ كلُّ القِيمةِ، ولكن لا يقاس أثر هذا الكلام في خطره، وفي حسابِهِ بكلام حاكمٍ، أو وزيرٍ، أو فقيهٍ، أو عالمٍ، أو زعيمٍ، أو قائدٍ، أو رمزٍ.
2- مساحاتٌ مكانيَّة
كم هو الفارقُ كبيرٌ جدًّا بين كلمةٍ تُطلقُ في مساحةٍ مكانيَّةٍ محدودةٍ جدًّا، وكلمةٍ تُطلق عبر محطَّات بثٍّ عالميَّةٍ، إعلام، تلفاز، إذاعاتٍ، مواقع تواصل، صحافة، وسائل ثقافيَّةٍ، منابر دين، منابر سياسيَّة.
فكلَّما اتَّسعت المساحاتُ المكانيَّةُ لحركة الكلمةِ، كان التَّأثيرُ أكبر، وكان الخطرُ أكبر، وكان الحسابُ أكبر.
3- مساحاتٌ زمانيَّةٌ
رُبَّما تنحجز الكلمةُ في زمان محدود، فلِلِكلمةِ أثرُها وخطرُها وحسابها بحجم ذلك الزَّمانِ المحدودِ.
وربَّما تجاوزتْ الكلمةُ مساحةَ الزَّمنِ المحدود؛ لتتحرَّك في امتداد الزَّمن، وتبقى مفاعيلها تلاحقُ أجيالًا تلو أجيالٍ!
فالكلمةُ هنا مسؤوليَّتها أكبر، وخطرها أكبر، وحسابها أكبر.
الكلمةُ النَّظيفةُ الهاديةُ المربِّيةُ المعلِّمةُ ثوابُها يتحرَّك عبر الأجيالِ ما دام أثرُها وعطاؤُها يتحرَّك، وإنْ استمرَّ ذلك إلى يوم الحساب.
•قال النَّبيُّ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم): “يجيئ الرَّجلُ يومَ القيامةِ وله من الحسناتِ كالسَّحاب الرُّكام، أو كالجبالِ الرَّواسي، فيقول: يا ربِّ، أنَّى لي هذا، ولم أعملها؟
فيقول: هذا علمُك الذي علَّمته النَّاس يُعملُ به مِن بعدِك”! (بصائر الدَّرجات، الصَّفحة 26).
•قال الإمام الصَّادقُ (عليه السَّلام): “مَنْ عَلَّمَ خيرًا فلَهُ بمثلِ أجر مَنْ عمل به.
قال أبو بصير: فإنْ علَّمه غيره يجري ذلك له؟
قال (عليه السَّلام): إنْ علَّمهُ النَّاسَ كلَّهُم جرى له.
قال أو بصير: فإن مات؟
قال (عليه السَّلام): وإنْ مات” (وسائل الشيعة 11/436، ح21270/1).
•وورد عن النَّبيِّ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ) أنَّه قال: “مَنْ سَنَّ سُنَّةً حسنةً عمل بها مِن بعده كان له أجرُهُ، ومثلُ أجورِهم مِن غير أنْ ينقصَ من أجورِهم شيئًا.
ومَنْ سَنَّ سُنّةً سَيئةً، فعمل بها بعدَهُ، كان عليهِ وزرُهُ ومثل أوزارِهم مِن غير أنْ ينقصَ من أوزارِهم شيئًا” (كنز العمال 15/780، ح43079).

أزماتُ الأوطان ودور الكلمة
حينما تَشْتَدُّ أزماتُ الأوطانِ، وتتعقَّدُ الأوضاعُ، وتنشط الفِتن والصِّراعات، وتتخاصم القناعات والإرادات والخيارات، هنا تمارسُ الكلمةُ دورها.
رُبَّما تمارسُ دورًا سيِّئًا؛ فتكرِّس الأزمات، وتدفع إلى المزيدِ من التَّعقيدات، وتُغذِّي الفتنَ والصِّراعاتِ، وتُنَشِّط الكراهيَّاتِ، والعصبيَّاتِ، وتراكم الاحتقاناتِ والتَّوتُّرات، وتسرق كلَّ الآمال والطُّموحات، وتُصَعِدُّ من قسوة الخيارات، والمسارات.
ما أسوءَ هذا الدَّورَ وأقبحَهُ وأخطرَهُ، فالعابثون بأمنِ الأوطانِ، وكرامةِ الشُّعوب، والمُؤزِّمون للأواصرِ والعلاقاتِ، وصُنَّاعُ الفِتنِ والخلافاتِ، وباعة الكذبِ والدَّجل والنِّفاق.
هؤلاء سلاحهم (الكلمة السَّيِّئة)، أو حسب التَّعبير القرآني: ﴿… كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ …﴾، وأيُّ سُوءٍ، وأيُّ خبثٍ أكبر وأقبح وأخطر من هذا السُّوء، وهذا القبح!
ودائمًا يتقمَّصُ سماسرةُ الكلمةِ السَّيِّئة والخبيثة عناوين خادعةً وكاذبةً وبرَّاقة، ودائمًا يرتدونَ لُبُوسًا تسترُ تحتها ما تسترُّ.
وفي المقابل، هناك دورُ الكلمةِ الخيِّرة ﴿… كَلِمَةً طَيِّبَةً …﴾ – حسب التَّعبير القرآنيِّ- هذه الكلمةُ تعالجُ الأزمات، وتصحِّحُ الأوضاع، وتحاربُ الفتن والصِّراعات، وتزرع المحبَّةَ والتَّسامح، وتقارب بين القلوب، وتآلف بين النُّفوس.
هنا تكون الكلمةُ الوفيَّة للأوطان، الأمينة على كرامةِ الشُّعوب، الدَّاعية للوحدةِ والتَّقارب والتَّآلف، والمدافعة عن العدلِ والإنصاف، والعزَّة، والشَّرف، والحرِّيَّة الصَّادقة كلِّ الصِّدق، والنَّظيفة كلِّ النَّظافة.
قد يرى البعض أنَّ هذا النَّمط من الحديث فيه الكثير من (المثاليَّات) في زحمة أوضاعٍ معقَّدةٍ، ومحكومة لسياساتٍ متشدِّدةٍ، ومعادلاتٍ صعبةٍ، الأمر الذي لا يسمح للكلمةِ (النَّاصحة) و(المتفائلة) أنْ تتنفَّس في أجواءٍ (مخنوقة) و(مُلبَّدة).
ويتساءلُ هذا البعضُ: أيُّ قِيمةٍ لكلمة ناصحةٍ تُتَّهم بالتَّحريض لمجرد أنَّها قاربت خطأً هنا، أو خطأً هناك؟!
وتُتَّهم بالتَّأزيم لمجرَّد أنَّها عبَّرت عن رأي في قضيَّة هنا، أو قضيَّة هناك؟!
وتُتَّهم بأنَّها تريد الشَّرَّ لهذا الوطن، لأنَّها طالبت بالحوار والتَّفاهم بدلًا عن الشِّدَّة والقسوة؟!
ورغم كلِّ هذا، فأنا لا أرى مُبرِّرًا لأنْ تصمت (الكلمة النَّاصحةُ الغيورةُ على هذا الوطن) مهما كانت (المُثْقِلات)، ومهما كانت (المُعوِّقات)، وإذا تعثَّرت بعضَ وقتٍ، فإنَّها لن تبقى مُتعثِّرةً ما دامت مشدودةً إلى (الثِّقة بالله تعالى)، و(الأمل بِفَرَجِهِ سبحانه).
•في الحديث: “انقطع إلى الله سبحانه، فإنَّهُ يقول: وعزِّتي وجلالي لأقطعنَّ أملَ كلَّ مَنْ يُؤَمِّلُ غيري باليأسِ” (ميزان الحكمة 1/105).
فإذا مَلأنَا الكلمة (ثقةً باللهِ)، و(أملًا بِفَرَجِهِ)، و(انقطاعًا إليه سُبحَانَهُ)، فسوف تمتلِئ هذه الكلمةُ بالثَّباتِ، والقُدرةِ، والعطاءِ، وبكلِّ الخير والفَيْض والنَّماء، ولن تفقد طريقَها إلى الكثيرِ من القلوبِ والعقولِ المسكُونةِ بالنَّقاءِ والصَّفاء، والحبِّ، والتَّسامح، والرَّحمة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى