الأرشيفملف شهر محرم

ما قتل الحسين(ع) إلا قلة الوعي بأمر القيادة

ألقى سماحة الشيخ علي سلمان نيابة عن سماحة السيد عبدالله الغريفي -الذي اعتذر لظروف صحية- كلمة ليلة العاشر من المحرم لهذا العام (1427هـ) في العاصمة المنامة، مسلماً على الحسين داعياً إلى تلبيته عملياً وأخلاقياً، كما دعى المسلمين للوحدة من أجل رفض إهانة النبي (ص)…


وقد تناول سلمان في حديثه مجملاً من القضايا الراهنة على الساحة وبالأخص قضية محكومي أحداث المطار قائلاً: “لن نتنازل عنهم حتى نجدهم بيننا، لن نشبع وتجوع أسرهم” مشيراً إلى أنهم لا يستحقون هذا الحكم المجحف، وأنه معهم منذ اللحظة الأولى، وسيبقى معهم بكل الوسائل السلمية، وسيتبنى هذا الأمر، سياسياً، حقوقياً وإنسانيا..
كما وتطرق سلمان إلى القضية الدستورية والإسكان والبطالة وتدني الأجور والتمييز والتجنيس السياسي الذي وصفه بالمشروع التدميري…


وقد إبتدء سماحته الكلمة بالسلام على الحسين وعلى آل الحسين، داعياً الجماهير الحاضرة إلى تلبية نداء الحسين فما كان منها إلا أن هتفت بـ:”لبيك يا حسين”، ثم دعا للالتحاق بالحسين (ع) التحاق التائبين وإلى التحلي بأخلاق الحسين والالتحاق بالمرجعية، قائلاً: “من أراد أن يلتحق بالحسين التحاقاً فعلياً فهذه هي فرصته”.


– التعدي على مقام الرسول الكريم (ص)
كما تطرق سلمان في كلمته إلى الاساءة إلى مقام الرسول الكريم الذي انتهجته قوى الكفر في العالم، قائلاً: “يا رسول الله، كلما ازدادت المعاول فيك بلغت إلى أعنان السماء…. ستبقى في القلوب العاشقة لله والذائبة فيك، تدافع عنك وتناديك لبيك يا محمد، في بدر لباك 313 واليوم فإن هذه الأمة بالملايين ستقدم دماءها في سبيل الله وفي سبيل رسول الله وفي سبيل الإسلام”، ووجه سلمان من خلال الكلمة دعوته للأمة الإسلامية بمختلف طوائفها للاتحاد دفاعاً عن هذه الشخصية العظيمة.


– لبوا الحسين فعلياً:
وقد نبه سلمان إلى ضرورة تلبية الحسين بالسلوك العملي وبالإيمان لا باللسان، مشدداً: “إن كنتم تحبون الحسين وتنتمون له فلا تخذلوه، فإن الحسين ما قتل إلا بسيوف من هم قلوبهم معه وسيوفهم عليه” مستدركاً بوجود تلبية واعية عميقة ممن تجمعوا للحسين ملبين وهم قد تربوا في ظل منابره.


– قضايا ومطالب:
ووجد سلمان التجمع مناسباً للتذكير بالقضايا والمطالب، قائلاً: “لدينا قضايا ومطالب، فإن أعطيناها قبلنا، وإن لم نعطها ركبنا أعجاز الإبل”، حيث أشار بداية إلى: – محكومي قضية المطار: واصفاً الحكم عليهم بالسجن سنتين بأنه حكم يشوبه البعد السياسي، واصفاً التجمهر الذي تجمهروه بأنه تجمع لإصلاح خطأ في اجراءات وزارة الداخلية، وأشار سلمان إلى المتهمين لا يستحقون هذا الحكم المجحف، وأنه معهم منذ اللحظة الأولى، وسيبقى معهم بكل الوسائل السلمية، وسيتبنى هذا الأمر، سياسياً، حقوقياً وإنسانيا. وأضاف: “لن نتنازل عنهم حتى نجدهم بيننا، لن نشبع وتجوع أسرهم” قبل أن يؤكد إلى أن قضيتهم لا تحرف القضايا الأخرى.


ونبه سلمان إلى أن المحكومين هم أبعد ما يكونون عن التخريب وأنهم ساهموا في حفظ استقرار الوطن وأمنه، رافضاً استخدام الوسائل المسيئة لقضيتهم كحرق الإطارات والتي لن تخدمهم ولن تخدم قضيتهم.


– المسألة الدستورية: وقد أكد سلمان على عدم الموافقة الشعبية العارمة على دستور 2002 الذي تم صدوره بآلية غير صحيحة وخروجه عما تم الاتفاق عليه في ميثاق العمل الوطني مشيراً إلى أن البلاد بحاجة لدستور جديد يتحقق به التوافق بين الحاكم والمحكوم وأن المطلب سيبقى سواء أشاركت القوى المقاطعة أم استمرت في مقاطعتها، وأن المطالبة به ستستمر بكل الوسائل السلمية.


– التجنيس: وقد قال سلمان إن هذا المشروع التدميري يضيف أعداداً متسارعة خلال الأشهر الأخيرة وهذه الأيام وغداً وبعد غد، واصفاً إياه بالمشروع الذي يهدم الثقة بين الحاكم والمحكوم، منبهاً على أنه يؤدي لضعف الخدمات الإسكانية والتعليمية والصحي ويزيد من البطالة كما أنه أظهر العديد من الجرائم الاجتماعية والسطو المسلح الذي لم يعرفه شعب البحرين.


وقد حمّل سلمان القصر في هذا المشروع الدميري كون لا جهة أخرى غيره مخولة بإصدار الجنسية، قائلاً: “هو مشروع في خدمة الفوضى والاضطراب في البلد، إن لم يكن اليوم فغداً، ومن ظنّ أن التجنيس يحميه فإنه سينقلب السحر على الساحر”، مؤكداً: “سنستمر وسنسعى في إيقافه، ونطالب بإعادة النظر في كل شخص حصل على الجنسية، لا نريد أصالة بيننا، ولا نريد مايكل بيننا ولا نريد سوري أو غير، فأهل البحرين فيهم الخير وهم سواعد بناء هذا الوطن”.


التمييز: وفي هذا الملف أشار سلمان إلى التمييز الصارخ بين شيعي وسني، وعربي وعجمي، وقبيلة وأخرى على مستوى الخدمات الإسكانية والتعليم والمناصب السيادية، قائلاً: “نتكلم عن أسرة واحدة، وطائفة كريمة تحرم من بناء جامع في السيف، أو من مأتم لها رغم مرور 20 سنة في مدينة حمد، أو أن ينال من طائفة كريمة في مناهج التعليم الدينية، أو المناصب الوزارية بحيث تنال 19% فقط”. وأضاف سلمان: “مطلب لا تنازل عنه، ولسنا أبناء عبدة، ولكننا أحرار من الحسين، مواطنين لنا ما للآخر وعلينا ما عليه”.


البطالة وتدني الأجور: ولم ينس سلمان أن يشير إلى استقطاع الدفاع والداخلية لثلث ميزان الدولة، مطالباً بإعادة رسم سياسة توزيع الميزانية من أجل دعم الإسكان والتعليم والصحة وخلق مشاريع جديدة توفر فرص عمل، مشيراً إلى الإستمرار في المطالبة بحل مشكلة البطالة وتدني الأجور دفاعاً عن حق الإنسان.


الإسكان: وقد تناول سلمنا شعار “أرض لكل مواطن” على أنه شعار واقعي بشرط أن يُضرب على الأيدي التي تسرق الأراضي البرية والبحرية، منبهاً على ضرورة مضاعفة ميزانية الإسكان وتوزيع الأراضي البرية والبحرية على المواطنين. كما رفض سلمان القرارات الغير حكيمة التي سمحت للخليجيين والأجانب بالتملك مما رفع لأسعار بحيث أصبح استملاك أرض للمواطن حلم وبناء المنزل حلم آخر.


وكرر سلمان مقولة الإمام علي (ع): “لنا حق إن أعطيناه قبلنا، وإلا ركبنا أعجاز الإبل” مشدداً على أن لا تنازل أبداً عن الحقوق، مؤكداً: “يطول الطريق، وسنحتاج لمزيد من النفس، ولمزيد من الأساليب المنتجة، ولا مصلحة خاصة على مصلحة عامة، المشاركة والمقاطعة تكتيك سياسي وليست عملية مقدسة لا تحتمل التغيير، ومن يريد أن يستخدم الوفاق ممر إلى منصب فليس له مكان بيننا، الوفاق من أجل هذه القضايا وفقط من أجل هذه القضايا”.


– رسالة للحكومة:
ووجه سلمان رسالة للحكومة قائلاً: “هذه القضايا لا تحل بالتغافل ولا تحل بالتجاهل، ولا تحل بأن ندعي بان ليس هنالك مشاكل حقيقية، ولا تحل من خلال العناوين التي نكتبها في الصحف المحلية أو التي يدفع لها في الخارج، الحل بالحوار الجاد الحقيقي والتوافق الحقيقي مع الناس على نفس الأرض من خلال دستور عقدي، بغير هذا الطريق، لن يكون أحد في مكسب ما إذا ساءت أوضاع البلد وتردت، هذا صوت الشعب ينادي بحوار جاد حقيقي يضع النقاط على الحروف، كما ونحن بحاجة لبرامج عمل واضحة توجد للتصريحات واقع وللمشاكل حلول”.


* ختام:
وختم سلمان حديثه: “أيها الأحبة، عايشنا على مدى أكثر من أربعين سنة قيادة مخلصة واعية، لم تقدم ابناً من أبناءها على أبناء هذا الشعب، ولم تفرط في حق من حقوقنا، بقت شامخة قبل المجلس التأسيسي، وأثناءه، وبعد حل البرلمان وفي أيام قانون أمن الدولة، قيادة على هدى من أمرها، وهدى من أمر دينها وعلى هدى من إرادة ربها، لا تأخذها في الله لومة لائم، لن تتقاعس عن حق ولن تفرط في حق وأمر مشروع أبدا. ترفض بأن تخوض بنا بحار من دم إذا لم يكن للدم نتائج، وترفض أن تقتحم بنا سجون إذا لم يكن للسجن داع، تراعي أمر الله وعينها على أبناءها، قاصدة وجه الله…
ما قتل الحسين وعلي (ع) إلا قلة الوعي بأمر القيادة، وما نكبت أمة إلا بضحالة وعيها في قيادتها، التمسك بمرجعية الفقيه تلبية لناء الحسين والالتحاق به، لن يقبل عملك السياسي أو الاجتماعي بدون قيادة واعية تدافع وتستمر وتحاول أن تصل بحقوقنا لأهدافنا ومبتغانا، وهي على سيرة الحسين (ع): إن أعطيت حقوقها رضيت، وإن ركز الدعي بين اثنتين، فسيكون صوتها: هيهات منا الذلة”.






















منتديات البحرين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى