حديث الجمعةشهر ذي الحجة

حديث الجمعة 485: نحن نستقبل موسم عاشوراء (2)

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلينَ محمَّدٍ وآلِهِ الهُداةِ الميامين.

نحن نستقبل موسم عاشوراء (2) المطلوب من جمهور عاشوراء

وبعد، فلا زال الخطابُ مُوَّجهًا إلى (جُمهورِ عاشوراء)، فمطلوبٌ مِن هذا الجمهور:
أوَّلًا: أنْ يكون له حضُورُه الكبير في كلِّ فعَّالياتِ الموسمِ العاشورائي

1- في مجالس العزاء العاشورائي
وتُمثِّل هذه المجالس العنوانَ الأبرز في مراسم عاشوراء، وبقدر ما تكون هذه المجالسُ ناجحةً يكون الموسم مُتوفِّرًا على درجةٍ كبيرةٍ من النَّجاح، وبقدرِ ما يغيب هذا النَّجاح ينخفض مستوى النَّجاح في الموسم العاشورائي.

إذًا يُشكّلُ (حضور الجمهور) أحد أهمِّ أسباب نجاحِ المجالسِ العاشورائيَّةِ، إضافةً إلى أسبابٍ أخرى.
ربَّما ينخفض عدد (حُضَّارِ المجالسِ العاشورائيَّة) في بعض الحُسينيَّات بسبب بعض العوامِل، منها ما هو مُبرَّر، ومنها ما هو غير مبرَّر.

من هذه الأسباب:
السَّبَبُ الأَوَّلُ – لانخفاضِ حُضَّار بعض المجالس -: عدمُ قدره الخطيب العاشورائيِّ على اجتذاب الجمهور

إمَّا لانخفاض مستوى الكفاءة العلميَّة، والثَّقافيَّة والمعرفيَّة الأمر الذي يدفع أعدادًا من الشَّباب الباحث عن الوعي، والمعرفة النَّاضجة إلى العزوف عن بعضِ المنابر المنخفضة في عطائها الفكريِّ، والثَّقافيِّ، والعلميِّ!

وهنا نوجِّه إلى ضرورة الارتقاء بمستوى المنبر العاشورائيِّ، ومن خلال اختيار المستوياتِ الكفوءة من الخطباء، والمؤهَّلة علميًّا، وثقافيًّا.

وربَّما تكون عدم القدرة على اجتذاب الجمهور بسبب (انخفاض المهارات الخطابيَّة)، أو (المهارات الصَّوتيَّة) لدى خطيب المنبر العاشورائيِّ.

المهارات الخطابيَّة تعني:
أ- درجة عالية من القدرة على الحفظ: حفظ الآيات، والرِّوايات، والخُطَب، والأشعار، وأحداث التَّاريخ.

ب- درجة عالية من امتلاك الفنِّ الخطابيِّ، وللخطابة العاشورائيَّة خصائصها المتميِّزة عن أيَّة خطابة أخرى.

ج- القدرة البلاغيَّة، وامتلاك ثروة من المفردات اللُّغويَّة التي تعطي الخطاب قوَّته، وتميُّزه.
وهنا يفترض في الخطيب العاشورائيِّ أنْ يُطوِّر (لغته)، و(أداءه) بما يتناسب وحاجة الأجيال الجديدة، فكثيرًا ما يكون التَّخلُّف في تطوير (اللُّغة، والأداء) سببًا في عزوف الشَّباب عن حضور المجالس!

•يقول تعالى في (سورة إبراهيم: الآية 4): ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ …﴾.

﴿بِلِسَانِ قَوْمِهِ﴾: أيّ باللُّغةِ التي يفهمونها، وبالطَّريقة القادرة على إيصال أفكار ومفاهيم الدَّعوة إلى أذهانهم، وإلى قلوبهم، وإلى حياتهم.

نستوحي من هذا النَّصِّ القرآنيِّ أنَّ مسؤولية الدُّعاة والمبلِّغين أنْ يُطوِّروا أدواتهم، وأنْ يطوِّروا أساليبهم، ولغتهم، وخطابهم بما يتناسب مع ذهنيَّة الأجيال المتغيِّرة، ومع لغة الأجيال المتجدِّدة.

نظرة الشَّهيد الصَّدر في تطوُّر الخطاب للأمَّة
جاء في محاضرة للشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر بعنوان (المحنة) هذا المقطع، أَذْكُرُه نصًّا: “…، وهذه الأمَّة التي نريد أنْ نزرع فيها الخير، التَّقوى، الورع، الإيمان،…،
هذه الأمَّة التي نريد أنْ نزرع فيها بذور الخير، والتَّقوى، والإيمانِ.
هذه الأمَّةُ ليست لها حالةٌ واحدةٌ، الأمّةُ تتغيَّر!

نعم، إسلامك لا يتغيَّر، لكنَّ الأمّةَ تتغيَّر، …، الأمّةَ اليوم غير الأمَّة بالأمسِ!
غير الأمَّة بالأمسِ في مستواها الفكريِّ، في مستواها الأخلاقيِّ، في علاقاتِها الاجتماعيَّة، في أوضاعِها الاقتصاديَّة، في كلِّ ظروفِها.

الأمَّةُ اليومَ حيث إنَّها غير الأمَّةِ بالأمسِ لا يجوز لك أنْ تتعامل مع الأمَّةِ اليومَ كما تتعامل مع الأُمَّةِ بالأمسِ، …، حيث إنَّ منطقةَ العملِ هي الأمَّة، وحيث إنَّك تريد أنْ تزرع بذورك – بذور التَّقوى، والورع، والإيمان – في الأمَّةِ،…، لهذا يجب أنْ تأخذ بعين الاعتبار الظُّروف، والمتغيِّرات، والتَّصوُّرات التي توجد في الأمَّةِ، هذه التَّصوُّرات، والتَّغيرات، …، تحدِّد لنا أساليبَ العملِ، وليس بالإمكانِ أنْ يكون هناك أسلوبٌ واحدٌ يصدق على الأمَّةِ اليوم، وعلى الأمَّةِ بالأمس، وعلى الأمَّة غدًا…”.

انتهى ما أردت الاستشهاد به من كلام الشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر (رضوان الله عليه).
الشَّهيد الصَّدر في هذا الكلام يُطالب حَمَلَة الخطاب الدِّينيِّ من علماءِ، وأصحابِ منبر، ورجال فكر أنْ يُطوِّرُوا لغة الخطاب، وأساليب العمل؛ من أجل أنْ تبقى الأجيال المتعاقبة مشدودةً إلى خط الإيمان، وقِيم الدِّين.

فإذا كان هناك عزوفٌ لدى بعض الأجيال الجديدة من جمهور عاشوراء عن بعض المنابر، فلأنَّ أصحابَ هذه المنابر لم يُطوّرُوا لغتهم، وأساليبهم، ومضامينَ خطابهم.

قد يقال: إنَّ (المهارات الصَّوتيَّة) هي العامل الأقوى في اجتذاب الجمهور العاشورائيِّ.
لا شكَّ أنَّ هذه المهارات الصَّوتيَّة هي شرطٌ أساسٌ في نجاح الخطيب الحسينيِّ، فمهما امتلك هذا الخطيب من كفاءات علميَّة، وفكريَّة فقد لا تشفع له عند الجمهور العاشورائيِّ إذا كان لا حظَّ له في (المهارة الصَّوتيَّة)!

إلَّا أنَّه في المقابل أنَّ الخطيب المتميِّز في مهاراته الصَّوتية قد لا تشفع هذه المهارات عند جمهور المثقَّفين إذا كان لا حظَّ له في الوعي، والثَّقافة، واللَّغة المتجدِّدة.
لا زال جمهور (الأطوار) كبيرًا إلَّا أنَّ الجمهور الباحث عن الوعي، والثَّقافة، والأسلوب المتطوِّر آخذ في الازدياد.
إنَّكم تلاحظون أنَّ المنابر الغَنِيَّة بمادَّتها العلميَّة، والفكريَّة، وبأساليبها المتجدِّدة تزدحم عندها أعداد كبيرة من الشَّباب المتعطِّشين إلى وعي عاشوراء، وثقافة عاشوراء.

وإذا تحدَّثنا عن (المهارة الصَّوتيَّة) كشرط مهمٍّ من شروط الخطيب العاشورائيِّ، فإنَّنا يجب أنْ نؤكِّد على ضرورة أنْ تكون (الألحان العزائيَّة) سواء أكانت عند خطباء المنبر، أم عند الرَّواديد خاضعة للضَّوابط الشَّرعية؛ لكيلا تنزلق إلى مسارات (الغناء المحرَّم)، وأصوات الطَّرب التي لا تنسجم مع قداسة الموسم العاشورائيِّ، وطهارة أجوائه الإيمانيَّة، والرُّوحيَّة.

فيجب أنْ تَخْضَع (أطوار وألحان العزاء العاشورائيِّ) إلى رقابة وإشراف (لجان متخصِّصة) تضمُّ علماء، وأصحاب خِبرة في هذا المجال؛ لكي يُحصّن العزاء الحسينيُّ من كلِّ الانزلاقات التي تنحرف به عن مساراته المشروعة، وعن صياغاتِه النَّظيفة.

السَّبَبُ الثَّاني – لانخفاض حُضَّارِ بعضِ المجالس -: تزاحمُ أوقات المجالس
من المشاكل الصَّعبة في بعض المناطق هذا التَّزاحم في أوقات المجالس، فقد تجد أكثر من مجلس في وقت واحد، أو في وقت متقارب، وهكذا يتوزَّع الجمهور العاشورائيُّ ممَّا يُسبِّب ضعفًا في الحضور، أو ممَّا يُسبِّب حرمانًا من الاستفادةِ من المجالس الأخرى.

ربَّما يكون السَّببُ في هذا التَّزاحم هو ما يفرضه الخطباء من أوقات تتناسب مع مجالسهم، هنا تضَّطر المآتم أنْ تحدِّد أوقاتها حسب برامج الخطباء، فلا خَيَار للإدارات في تحديد الأوقات!

ولكن الأغلب أنَّ أصحاب المآتم هم الذين يحدِّدون الأوقات، ويفرضونها على الخطباء، فهنا تتحمَّل الإدارات مسؤوليَّة هذا التَّزاحم بين الأوقات.

فمطلوبٌ من إداراتِ المآتم في المنطقة الواحدة أنْ يُنَسِّقوا في الأوقات بقدر الإمكان، لا سيما في المآتم المتقاربة.

أنا أتفهَّم كثيرًا أنَّ وجود كثافة من المجالس في المنطقة الواحدة قد يفرض هذا التَّزاحم، إلَّا أنَّ مساحة من هذا التَّزاحم بسبب غياب التَّنسيق، وبسبب إصرار بعضُ المآتم على أوقات معيِّنة، في حين أنَّ زحزحة الوقت تقديمًا، أو تأخيرًا أمر ميسور.

ولن أذهب إلى ما يردِّده البعض بأنَّ غياب الرَّغبة في التَّنسيق بين المآتم ناشِئ من وجود (أنانيَّات)، لأنَّ هذا لا يتناسب مع (الرُّوح العاشورائيَّة) التي تفرض على المنتمين إلى عاشوراء الحسين (عليه السَّلام)، أنْ يذوبوا في هذه الرُّوح؛ ليتحوَّلوا جسدًا واحدًا، تنصهر كلُّ أهدافه وغاياته، ولو صحَّ وجود هذه (الأنانيَّات)، فهي تتناقض كلَّ التَّناقض مع روح عاشوراء، وسموِّ عاشوراء، وأخلاق عاشوراء، وأهداف عاشوراء.

لذلك فإنَّ أيَّة صراعات، وخلافات، وعداوات في موسم عاشوراء تعبِّر عن:
أ- غياب الوعي بأهدافِ عاشوراء.
ب- غياب الإيمان بأهدافِ عاشوراء.
فلماذا الخصومات العاشورائيَّة، إذا كانت المُنْطَلَقَات واحدة؟
وإذا كانت الغايات واحدة؟

نعم، ربَّما تختلف أساليب التَّعبير العاشورائيِّ، المهمُّ أنْ تكون (الأساليب التَّعبيريَّة) خاضعة للضَّوابط الشَّرعيَّة، وليست مجرَّد (تعبيرات مزاجيَّة) يفرضها الشَّارع، فمراسم عاشوراء يجب أنْ تكون محصَّنة؛ لكيلا تشكِّل مظاهرَ تسيئ إلى سمعة عاشوراء، أو تسيئ إلى سمعة المَذْهَب.

فكلُّ مَنْ يعمل على إنتاج (أجواءَ متوتِّرة) في موسم عاشوراء، أو يمارس أعمالًا لا تنسجم مع أهداف عاشوراء، فهو ليس عاشورائيًّا كما هي عاشوراء الحسين (عليه السَّلام).
يجب أنْ يكون موسم عاشوراء موسم تقارب وتآلف، وموسم محبَّة وتسامح، وموسم خير وعطاء.
السَّبَبُ الثَّالث: هل تُشَكّل (الفضائيَّاتُ العاشورائيَّة) مزاحِمًا للمجالس الحسينيَّة؟
وهل تُشَكّل (أدواتُ البَثِّ المباشر) مزاحِمًا للمجالس الحسينيَّة؟
وهل تمثِّل بدائل عنها؟

وهل استطاعت أن تُقلِّل من حضَّار المجالس الحسينيَّة؟
في البدء أقول: لا يصحُّ أنْ تكون هذه الفضائيَّات، وهذه الأدوات (بدائل عن الحضور في مجالس العزاء).

فهذا الحضور له خصوصيَّتُهُ، وله قِيمتُه، وله عطاءاته.
ولذلك جاءت الكلماتُ عن أئمَّة أهلِ البيتِ (عليهم السَّلام)؛ لتؤكِّد على حضور المجالس العزائيَّة.

•روي عن أبي عبد الله [الإمام الصَّادق] (عليه السَّلام) أنَّه قال للفضيل: “تجلسون، وتتحدَّثون؟
فقال [الفضيل]: نعم!
فقال [الإمام (عليه السَّلام)]: إنَّ تلك المجالس أحبُّها، فأحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيا أمرنا…”. (الحر العاملي، وسائل الشيعة4/501).

لا شكَّ أنَّ الاستماع للفضائيَّات العاشورائيَّة أمر مشروعٌ، وفيه أجر كبير، بشرط أنْ يكونَ ما يُبثُّ في هذه الفضائيَّات يُمثِّل تعبيرًا واعيًا وأصيلًا، وصادقًا، وسليمًا يعطي لعاشوراء وجهها المشرق، ومعناها الكبير، وصورتها النَّقيَّة.

أمَّا إذا كان ما يعرض في هذه الفضائيَّات يمثِّل بثًّا متخلِّفًا، وعرضًا يشوِّه صورة عاشوراء، ويسيئ إلى سمعتها، أو إلى سمعة المَذْهَب، فهذا بثٌّ مرفوض، ولا يجوز مشاهدته، والتَّرويج له.

إذًا الاستماع والجلوس أمام هذه الفضائيَّات الواعية والأصيلة والمعبِّرة عن أصالة عاشوراء أمرٌ مشروع، ويثاب عليه الإنسان، إلَّا أنَّه لا يصحُّ أنْ يكون بديلًا عن حضور المجالس فيما لها من الثَّواب الكبير، وفيما لها من العطاءات الإيمانيَّة، والرُّوحيَّة، والاجتماعيَّة.
وكذا الأمر بالنِّسبة للاستماع لأدوات البثِّ المباشر، فهذا عمل جائز ومشروعًا ما دام بثًّا مشروعًا، ويحمل صورة أصيلة عن عاشوراء، إلَّا أنَّ هذا الاستماع لا يصحُّ أنْ يكون بديلًا عن الحضور في مجالس العزاء.

صحيح أنَّ هذا البثَّ هو نقل حيٌّ لمجالس عزاء، فالاستماع إليه لا يختلف عن الاستماع من خلال الحضور المباشر، إلَّا أنَّ الحضور في مجالس العزاء له قيمته، وثوابه، وعطاءاته بما لا يتحقَّق من خلال الاستماع عن بعد.

نعم، ربَّما يكون هناك المعذورون من حضور المجالس لأسباب قاهرة، فيصحُّ لهم أنْ يعتمدوا هذه البدائل، ويكتب لهم من الثَّواب ما يكتب للحاضرين ما دامت نيَّتهم على ذلك.
ورغم كثافة هذه الفضائيَّات، ورغم ازدياد أدوات البثِّ المباشر إلَّا أنَّ هذا ما استطاع أنْ يقلِّل من حضَّار مجالس العزاء، ومن حضَّار مواكب العزاء، ومن حضَّار بقيَّة مراسيم عاشوراء، لأنَّ هذه المجالس، والمواكب، والمراسم لها قدرتها على جذْب الجمهور العاشورائيِّ بما لا تقدر عليه أيَّة بدائل أخرى.

وهذا لا يعني أنْ لا نبدي قلقًا حينما يتخلَّف أداء المنبر، وأداء الموكب، وأداء المراسم العاشورائيَّة، فالخشية قائمة أنْ يقوى انجذاب الجمهور العاشورائيِّ إلى المواقع، وتتَّجه إلى العزوف والغياب عن الحضور العاشورائيِّ، أو الانجذاب إلى بعض البدائل، الأمر الذي يفرض على القيِّمين على مراسم عاشوراء من علماء، وخطباء، ورواديد، ومواقع إدارة وإشراف، ونخب فكريَّة، وثقافيَّة أنْ يبذلوا كلَّ الجهود؛ من أجل الحِفاظ على أصالة الموسم العاشورائيِّ؛ ومن أجل تطوير الأداء وفق الضَّوابط الشَّرعيَّة.

لا زالت عاشوراء الحسين (عليه السَّلام) تمثِّل أهم رافد يحصِّن الأجيال عقيديًّا، وإيمانيًّا، وروحيًّا، وأخلاقيًّا، وسلوكيًّا، واجتماعيًّا، وسياسيًّا، وجهاديًّا.
ولا زالت عاشوراء مدرسة عطاء، وبناء، وإصلاح.

فيجب أنْ نحرص كلَّ الحرص على حماية هذا الموسم؛ ليبقى نقيًّا، نظيفًا، أصيلًا، قادرًا على أنْ يمارس دوره، وأنْ يحقِّق أهدافه، ورسالته، كما أراد له الحسين (عليه السَّلام)، وأصحاب الحسين (عليهم السَّلام).

إنَّ الحِفاظ على أصالة هذا الموسم، وعلى صبغته العاشورائيَّة أمر في غاية الضَّرورة والأهمية، وبقدر ما تبقى هذه الأصالة، وهذه الصِّبغة يقوى العطاء العاشورائيُّ، وتبقى الأهداف العاشورائيَّة.

حافظوا على موسم عاشوراء؛ ليبقى عنوانًا كبيرًا قادرًا على أنْ يقتحم كلَّ الأوساط، وأنْ يجتذب كلَّ الطَّوائف، والأمم.

ولا تسجنوا عاشوراء في زنزانات المذهبيَّة الضَّيِّقة.

والحمد لله ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى