الإمام الحسين الشهيد (ع)من وحي الذكريات

العطاء والتضحية من أجل أهداف عاشوراء

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين


• كثيرون استطاعوا أن يفتحوا عقولهم على أهداف عاشوراء…
• وكثيرون استطاعوا أن يفتحوا عواطفهم على مأساة عاشوراء…
• وكثيرون استطاعوا أن يجسدوا طهر عاشوراء…
• وكثيرون استطاعوا أن يكونوا دعاة إلى قيم عاشوراء…
• وكثيرون استطاعوا أن يبذلوا المال والجهد والوقت من أجل إحياء مراسم عاشوراء…


ولكن السؤال:
كم هم أولئك الذين استطاعوا أن يرتفعوا إلى مستوى “بذل الروح والدم من أجل أهداف ومبادئ وقيم عاشوراء”؟ وحينما نتحدث عن “بذل الروح والدم” لا نتحدث عن عنف وإرهاب وتطرف.
إن عاشوراء الحسين عليه السلام  انطلقت من أجل “الإصلاح” و أجل “الأمر بالمعروف والنهي عن المكر” ومن أجل “تأكيد خط الرسالة الأصيل”، هذا ما أعلن عنه الإمام الحسين عليه السلام  في خطابه الصريح: “ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمتي جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي…”.


• إن عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام  انطلقت من أجل إيقاف “العنف” الذي طال الأبرياء والأطفال والنساء…
• أن عاشوراء الإمام الحسين  عليه السلام  انطلقت من اجل إيقاف “لإرهاب” الذي خلق الرعب بين الناس…
• إن عاشوراء الإمام الحسين  عليه السلام  انطلقت من أجل إيقاف “التطرف” الذي اربط كل الأمن والاستقرار…
هكذا كانت سياسة يزيد، عنفا طال الأبرياء والأطفال والنساء، إرهابا خلق كل الرعب بين الناس، تطرفا إربك كل الأمن والاستقرار، فالدم الذي أعطاه الإمام الحسين عليه السلام ، والدم الذي أعطاه أنصار الحسين عليه السلام  كان دما أراد أن يزرع كل الخير في الأرض، وكل الأمن، وكل العدل، وكل الطهر، وكل التسامح، وكل الحب، عاشوراء علمتنا أن نبذل الدم من أجل الخير والأمن والطهر والتسامح والحب.


قد يقال:
إن لغة الدم لا تناسب مع هذا المعاني الإنسانية الكبيرة، إن لغة الدم إذا كانت تعبر عن نزوات الإنسان، وظلم الإنسان، وحقد الإنسان، وعبث الإنسان، ونزق الإنسان، واستعلاء الإنسان، وحماقة الإنسان، فهي لغة العنف والإرهاب والتطرف.
 إن لغة الدم عند التكفيريين والإرهابيين، لغة تتناقض مع كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية، أما لغة الدم التي تعبر عن” الشهادة” من أجل المبادئ الإلهية، والقيم الإنسانية، ومن أجل الخير والعدل والأمن، فهي لغة يحبها الله تعالى، ويباركها الخيرون في الأرض.
الدماء التي أعطاها الأنبياء، والدماء التي أعطاها الأولياء والصالحون، والدماء التي أعطاها المجاهدون، والدماء التي أعطاها كل الشهداء عبر التاريخ ، هي دماء طاهرة زاكية مباركة.
إن التكفيريين والإرهابيين والمتطرفين في هذا العصر يحاولون كذبا و وزراء وبهتانا أن يرفعوا شعار” الشهادة والموت في سبيل الله”.
• هل أن ذبح الأطفال جهاد في سبيل الله؟
• هل أن السيارات المفخخة التي تقتل الأبرياء والآمنين جهاد في سبيل الله؟
• هل أن تفجير المراقد المقدسة جهاد في سبيل الله؟
• هل أن هدم المساجد ودور العبادة والحسينيات جهاد في سبيل الله؟
• هل أن استهداف المؤسسات والمواقع الدينية جهاد في سبيل الله؟
• هل أن نشر الرعب والخوف في أوساط الناس جهاد في سبيل الله؟
• هل أن مصادرة الأمن والاستقرار جهاد في سبيل الله؟


إن الانتماء الحقيقي إلى عاشوراء يرفض استعدادا للتضحية والشهادة  وبذل الدم من أجل أهداف ومبادئ وقيم عاشوراء، وكما قلنا أن هذا الدم ليس دم عنف وإرهاب وتطرف، وإنما هو دم من أجل البناء والإصلاح والتغيير، ومن أجل الأمن والاستقرار في الأرض، ومن أجل العطاء والخير وسعادة الإنسان.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى