حديث الجمعةشهر شعبان

حديث الجمعة152:الحصار السياسي لقضية الإمام المهدي (عج) – أجواء المولد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



نستقبل هذه الأيام ذكرى ميلاد منقذ البشرية الإمام المهدي المنتظر أرواحنا فداه، والذي يملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
إن قضية الإمام المنتظر واجهت حصارا صعبا عبر التاريخ، ولا زالت تواجه هذا الحصار ومن أبر أشكال الحصار:


(1) الحصار السياسي:
فالأنظمة الحاكمة عبر التاريخ كانت تحارب فكرة (الإمام المنتظر)، وكانت تحاصرها معتمدة كل الأساليب.
لماذا حاربت الأنظمة السياسية الحاكمة قضية الإمام المهدي المنتظر؟
إن قضية الإمام المنتظر تشكل (المشروع المناهض) لكل أنظمة الحكم المستبدة والظالمة والفاسدة ” لأنه يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا”، كما أن ثقافة الانتظار تشكل ثقافة الرفض .


أجواء المولد:
من أبرز المناسبات التي يهتم بها الشعب البحراني مناسبة مولد الإمام الحجة أرواحنا فداه، فتضج البلاد بمظاهر الفرح والابتهاج، وتترشح المدن والقرى بأشكال وألوان من الزينات، وتقام الاحتفالات عامرة بالمدائح والقصائد والكلمات.
كل هذا جميل وجميل ويعبر عن اهتمام وتعظيم لهذه المناسبة الكبيرة التي تحتضن ذكرى ميلاد المنقذ الكبير الذي يطهر الأرض من كل الأدناس ومن كل أشكال الظلم والفساد، وينشر العدل والرخاء والأمن والاستقرار .
نعم هذه المظاهر من الاحتفاء والاحتفال مطلوبة ومهمة جدا، لا بد أن تبقى وتستمر لتكون الذكرى حاضرة في وعي الأجيال، وفي وجدان الأجيال وهنا مسألة جديرة بالملاحظة والاهتمام ومواجهة كل الظواهر التي تسئ إلى هذه القداسة.


في زحمة أجواء الاحتفاء بهذه الذكرى أخذت تزحف ظواهر فاسدة ومنحرفة تشكل إساءة فاضحة لهذه المناسبة العظيمة فالاختلاط بين الشباب والشابات بطريقة تؤدي إلى المفاسد، وتقود إلى الأعمال المربية وتنشر التسيب، والممارسات الشاذة.
هذا الاختلاط بات يمثل ظاهرة ملحوظة في بعض المناطق والطرقات، ثم إن مظاهر الزينة والتبرج لدى بعض النساء تمثل استغلال سيئا لهذه المناسبة وتعبر عن أسلوب منحرف للاحتفاء بهذه الذكرى، فالتجاوز لأخلاق العفة والطهر والنظافة، وانتهاك أحكام الدين يمثل محاربة صارخة لهذه الذكرى والتي تجسد المعنى الحقيقي لقيم الدين وآدابه وأحكامه وتعاليمه .
الهدف الأساسي لحركة الإمام المنتظر هو محاربة الظلم والفساد والانحراف فهل يجوز أن نحي هذه المناسبة وغيرها من المناسبات الإسلامية من خلال ممارسات تتناقض مع الدين وقيمه وأحكامه.
أنا لا أتصور أن الإصرار على بعض الظواهر الفاسدة والمنحرفة في هذه المناسبة الدينية هو نتيجة جهل وعدم وضوح رؤية، فهل يجهل أحد أن الاختلاط بالشكل المتسيب وأن التبرج وإظهار المفاتن هو من المحرمات الصريحة والواضحة؟
الأمر في تصوري أن هناك قوى فاسدة تخطط لتشويه سمعة هذه المناسبة، وتحاول أن تسيء إلى قداستها وطهرها  ومعناها الروحي والإيماني.
من هنا تتوجه المسؤولية إلى كل الغيارى على المناسبات أن يتصدروا إلى هذا المخطط الخبيث الذي أن يعبث بقداسة هذه الذكريات.
وأن لا يتركوا لمجموعة من العابثين أن يشوهوا الوجه المشرق لمناسباتنا الدينية.
إن الحفاظ على قداسة وحرمة هذه المناسبات أمانة في أعناقنا جميعا، فيجب أن نكون على هذا الخط المبارك ويجب أن نبذل كل ما لدينا من إمكانات وقدرات في حمايته والدفاع عنه.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى