حديث الجمعةشهر ربيع الأول

السيد الغريفي يرد على تصريحات مبارك ظالمة:


لا نريد أن نستجدي شهادات “الولاء لأوطائنا” من أمريكا ومن سدنة المشروع الأمريكي في المنطقة العربية و الإٍسلامية، لأننا في نظر أمريكا و في نظر هؤلاء السدنة الأمريكيين سوف نبقى “الخائنين لأوطائنا”و إن أعطينا كل الدماء و الأرواح من أجل الأوطان، سوف نبقى “الخائنين لأوطاننا” في نظر أمريكا و سدنتها على رغم أنف التاريخ الذي يحتضن “جهادنا الطويل” من أجل كرامة الأرض و الوطن…
و سوف نبقى “الخائنين لأوطاننا ” في نظر أمريكا و في نظر سدنتها و حتى لو ملأنا السجون و المعتقلات حفاظا على عزة هذه الأمة التي أذاقها الطواغيت كل العذاب و البلاء و المحن..
إنها المعايير الزائفة و الفاسدة و الجائرة التي أصبحت تحكم هذا العصر…. فلن نكون الأمناء على أوطاننا- وفق هذه المعايير- إلا إذا نفذنا أوامر (السيد بوش)، و لن نكون الأمناء على أوطاننا إلا إذا حصلنا على “شهادة الولاء” من (سدنة السيد بوش)…
سوف نبقى نكفر بأوامر (سيد بوش) و سوف نكفر بكل الشهادات التي يقدمها (سدنة السيد بوش) لأننا  آمنا بالله الواحد القهار، و آمنا بإسلامنا العظيم..
فلن نتخلى عن ولائنا لأرضنا و لأوطاننا لأن هذا التخلي هو خيانة للدين قبل أن يكون خيانة للوطن..
أما الحديث عن “الولاء إلى إيران”فحديث أصبح مكرورا، و أصبح شماعة يستعملها “سدنة المشروع الأمريكي” متى حلى لهم هذا الاستعمال..
إننا لا نتبرأ من الولاء إلى إيران و إلى شعب إيران إذا كان الولاء يعني “الحب و المودة” كما لا نتبرأ من ولائنا لكل أرض تحمل اسم الإسلام، و إلى شعب ينتمي إلى هذا الدين.
قال الله تعالى : ” وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ….”
و في المقابل لا يجوز للمسلم أن يعطي ولاءه لكل من حاد الله و رسوله و
إن كان من أقرب الأقربين..
قال الله تعالى : ” لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”
و قال تعالى : “يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ “
و قال الله تعالى : “أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ “
و أما الولاء بمعنى الانتماء السياسي إلى إيران و الذي يفرض التخلي عن ولاء الوطن فما حدث ولن يحدث، فالشيعة كانوا و لا زالوا حماة لأوطانهم و أعطوا من أجل ذلك دماءهم و أرواحهم، فمن الذي قاد ثورة العشرين في العراق….؟ و من الذي طرد الصهاينة من لبنان؟ ومن الذي بقي صامدا حينما غزا صدام الكويت؟ و من الذي قال كلمته في بدايات استقلال البحرين؟
أيها الأحبة:
إن اتهام الشيعة بعدم الولاء لأوطانهم هو جزء مشروع طائفي خطير يهدف إلى تدمير المنطقة، هذا المشروع الذي تتبناه أمريكا، و تتبناه قوى كبرى، و تتبناه أنظمة سياسية حاكمة في المنطقة العربية و الإٍسلامية، و يشارك فيه كتاب و مثقفون، و مؤسسات، و جمعيات، و قوى منتشرة في الواقع العربي و الإٍسلامي…
إننا نحذر من هذا المشروع الطائفي، و نطالب كل القوى الخيرة أن تتصدى لهذا المشروع…
إننا نطالب حكومتنا حتى لا تكون ضالعة في هذا المشروع، و إذا كانت تملك احتراما لهذه الطائفة الكبيرة من أبناء شعبها.. نطالب الحكومة أن تصدر بيانا صريحا يدين تلك التصريحات التي تتهم نسبة كبيرة من أبناء هذا الشعب بعدم الولاء لأوطانهم…..و إن صحت الحكومة يعني الموافقة و الرضا.


والحمد لله رب العالمين


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى