الإمام الحجة المنتظر (ع)من وحي الذكريات

للإمام المهديّ غيبتان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين وأفضل الصّلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الهداة الميامين المعصومين …


للإمام المهديّ غيبتان:
(1) الغيبة الصغرى بدأت سنة 260 هـ وانتهت سنة 329 هـ.
مدة الغيبة الصغرى: 70 سنة تقريبًا .
(2) الغيبة الكبرى بدأت سنة 329 هـ بوفاة السفير الرابع عليّ بن محمد السمري .
قبل وفاة السفير الرابع بأيام صدر توقيعٌ من الإمام المهديّ إلى عليّ بن محمد السمري جاء فيه (كما جاء في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي) .
التوقيعات: ما يصدر عن الإمام المهديّ بواسطة أحد السفراء أو النواب جوابًا على أسئلة ، أو توجيهًا للشيعة ، أو أوامر تحدّد بعض المواقف …
نص التوقيع الأخير الذي صدر إلى عليّ بن محمد السمري ( آخر السفراء ) :
« بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبيني ستة أيامٍ فأجمع أمرك ولا توصِ إلى أحدٍ فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله –  تعالى ذكره –  وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جورًا، وسيأتي لشيعتي من يَدَّعي المشاهدة ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّابٌ مفترٍ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».


وقفة تأمل وتدبر في هذا التوقيع الشريف، من خلال النقاط التالية:
النقطة الأولى:
قد يتساءل البعض، هل يدّعي الشيعة أنّ أئمّتهم يعلمون الغيب، حيث نقرأ في هذا التوقيع أنّ الإمام المهديّ قد أخبر عليّ بن محمد السمري بيوم وفاته «فإنّك ميّت ما بينك وبيني ستّة أيامٍ..»؟


الجواب: إنّنا نعتقد أنّ الله تعالى وحده هو «عالم الغيب» لا يشاركه أحدٌ من خلقه حتى الأنبياء والأوصياء.
القرآن مشحونٌ بالآيات التي تؤكّد أنّ الله سبحانه هو «عالم الغيب»:
• «وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلا هُوَ» الأنعام: 59.
• «فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ للهِ…» يونس: 20.
• «وَللهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ» هود: 123.
• «عالِمُ الغَيْب والشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ» الحشر: 22.
• « ثُمَّ تُرَدُّونَ إلى عالمِ الغَيْبِ والشَّهادَةِ» الجمعة: 8.
والكثير الكثير من الآيات القرآنيّة التي تؤكّد هذا المعنى…


إلى جانب ذلك توجد آياتٌ تنفي الغيب عن غير الله تعالى:
• «قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ، وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ، إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ…» الأنعام: 50.
الخطاب هنا إلى سيد الأنبياء والمرسلين محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم (قل) لهم يا محمد (لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللهِ) أي خزائن رحمة الله ومقدّراته و أرزاقه…
(وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) الذي يختصّ الله بعلمه وإنّما أعلم قدر ما يعلّمني الله تعالى من أمور الغيب….
وفي نصٍ آخر يقول الله على لسان النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله «ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير».
نعم هناك آياتٌ تشير إلى أنّ الله تعالى يُطلع بعض أنبيائه وأوصيائه وأوليائه على بعض الغيب إذا اقتضت المصلحة الربانيّة ذلك:
• قال تعالى «عالِمُ الغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ على غَيْبِهِ أحَدًا، إلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ…» الجن: 26 – 27.
• وقال تعالى مخاطبًا نبيّه صلّى الله عليه وآله:
• «تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ» هود: 49.
• «ذَلِكَ مِنْ أَنبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ» آل عمران: 44.


بعد هذا إن قلنا بصدور شيءٍ من المغيّبات عن الأنبياء أو الأولياء إنّما ذلك بتعليمٍ وإيحاءٍ من الله سبحانه المتفرّد بعلم الغيب …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى